واشنطن تجند 500 ألف صوفى للتلاعب فى الجداول الانتخابية تسجيل 12 مليون صوفي لإنجاح مرشح الإدارة الأمريكية 5 وزارات تساعد على تمكين الصوفية من السيطرة على الحكومة والبرلمان
عقب اندلاع ثورة 25 يناير وسقوط دولة "مبارك" أصدرت لجنة الحريات الدينية بالكونجرس الأمريكي تقريرًا مطولًا عن الحركات الإسلامية وكيفية الاعتماد على الإسلام السياسي في إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد. وقدم رصد الكونجرس في تقريره الذي قدمه للبيت الأبيض أربعة عناصر للإسلام السياسي على النحو التالي: الأول: الأصوليون الذين يرفضون القيم الديمقراطية والثقافة الغربية الراهنة ويعتبرها التقرير الشريحة الأخطر وهي شريحة الأصوليين أو السلفيين ويقصد بهم كل الفئات أو الأفراد ذوى المرجعية الأصولية أو الشرعية الكاملة في أخلاقها وعباداتها وعقائدها وممارساتها وسلوكها، وهي الفئة التي ترفض المنظومة الغربية ومن الواجب مواجهتها واستئصالها, وبهذا التعريف المجمل يندرج تحت فئة الأصوليين كثير من الفئات والجماعات بل وحتى الهيئات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية في البلاد العربية والإسلامية وبهذا تدخل بعض المؤسسات الرسمية كالأزهر الشريف مثلاً تحت التعريف، كما تدخل بعض الهيئات شبه الرسمية كالجمعية الشرعية وغيرها تحت التعريف وبهذا فهو لا يقتصر على الفئات السلفية السنية الصافية فقط، وإنما يعم ليشمل كل الفئات التي تتخذ الشرع مرجعية كاملة لها في مواجهة المرجعية الغربية. والتقرير يؤكد وجوب مواجهة حتمية بين هذه الفئة والغرب وأنه لابد من استئصال هذه الفئة وخاصة التيار السلفي الأصولي الذي وصفه التقرير بأنه المفرخ للإسلام الجهادي في اعتقادهم. الثاني: التقليديون الذين يسعون إلى خلق مجتمع محافظ، وهي فئة التقليديين أو المحافظين وهي فئة يكاد التقرير بعد التحقيق يلحقها في المعاملة بفئة الأصوليين إلا أنه يميزها لأنها متميزة عمليًا على أرض الواقع فئة مختلفة ويعتبرها فئة لها مرجعية إسلامية أيضًا، وأحسن أحوالها أنها تقبل التعايش مع بعض قيم الغرب بسلام دون صدام ودون قبول كامل، لكنها ليست مجموعة واحدة فبعضهم أقرب للأصوليين لأنهم أقرب للمرجعية السلفية السنية مثل جماعة الإخوان المسلمين وجماعة أنصار السنة والجمعية الشرعية. الثالث: الحِداثيون (أهل الحداثة) الذين يبغون عالمًا إسلاميًا مندمجًا في داخل الحداثة العالمية، ويقدمها التقرير كخيار بديل للأصوليين والتقليديين وهو خيار المجددين أو الإسلاميين الليبراليين، وأشار التقرير إلى أن هذه الفئة هي الأكثر ليونة والأقرب للنظم الغربية، فهم يستبدلون الحجاب بالحشمة ويستعيض عن الشريعة بالانتخابات والديمقراطية كبديل لا كوسيلة والجهاد بالقضاء على البطالة، ويطرح التقرير المجددين والعلمانيين كأداة لمواجهة الأصوليين واستدراج أو مواجهة التقليديين واستقطاع قطاعات واسعة منهم (كتجربة الداعية الإسلامي عمرو خالد). الرابع: العلمانيون وهم يريدون عالمًا إسلاميًا مختزلًا للدين في الدوائر الخاصة على غرار الديمقراطيات الغربية. أما الشريحة الخامسة فتشمل الحركات الصوفية، حيث يطرح الإسلام الصوفي كبديل أقوى يملأ به أرض الواقع ويحله محل دعاة الأصالة والشريعة والخلافة. ويوصي التقرير بضرورة تعزيز مكانة المذهب الصوفي وتشجيع الدول ذات التقاليد الصوفية القوية على التركيز على الجزء الصوفي من تاريخهم وإدراجه في المناهج الدراسية المعتمدة في المدارس، وشد الانتباه بقوة أكبر إلى الإسلام الصوفي. وينتهي التقرير بوصايا محددة كان أبرزها وأخطرها توصية الكونجرس الأمريكي بضرورة دعم وتأييد الاتجاه الصوفي، ونشره، والدعوة إليه، وإدماج الصوفية في الحكم بهدف محاربة الإسلامي الأصولي، والعمل على مصالحة التصوف الإسلامي ودعمه لكي يستطيع ملء الساحة الدينية والسياسية وفق ضوابط فصل الدين عن الحياة. وأضاف التقرير "لابد من استغلال التعددية الإسلامية التي تُقَدَّم كشفاء ناجح للغضب الإسلامي، فإذا وجدنا في أحد أطراف الطيف المذهبَ الوهابي المتعصب الذي يتصف بالقسوة والاستبداد، فإننا نجد في الطرف الآخر التعاليمَ المتنورة للصوفية". ويضيف التقرير: ( إذا أخذنا هذه الصورة المتنوعة بعين الاعتبار؛ فلابد من إدخال الصوفية في الاستراتيجية الأمريكية للتعامل مع العالم الإسلامي، ولذلك لابد وأن يتعلم المسئولون الأمريكيون المزيد عن الصوفية، وأن يتعاملوا مع شيوخها ومريديها، وأن يتعرفوا على ميولها الأساسية، ويجب على أعضاء السلك الدبلوماسي الأمريكي في المدن الإسلامية من بريشتينا في كوسوفو إلى كشغار في غرب الصين، ومن فاس في المغرب إلى عاصمة إندونيسيا جاكرتا أن يضعوا الصوفيين المحليين على قائمة زياراتهم الدورية، يجب أن ينتهز الطلاب الأمريكيون ورجال الأعمال وعمال الإغاثة والسائحون فرص التعرف على الصوفيين". ويضيف التقرير: "إن الروحانية الإسلامية الصوفية تعتبر الجزء المكمل لحياة المسلم الدينية، وقد قدم أولياء وشيوخ الصوفية نظرة منهجية لمعرفة الله تستند على تلاوة الابتهالات، والتدرب على تطوير شخصية ورعة قويمة، بغية إذلال الأنا وتكريس النفس لخدمة المجتمع، ومن الممكن أن تصبح الصوفية اليوم بتركيزها على القيم الإسلامية المشتركة ووضع الأهداف السامية نصب عينيها بمثابة قوة كبيرة مضادة للإسلام السياسي المجاهد". وأوصت لجنة الحريات الدينية بالكونجرس بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية، مؤكدة أن "مستقبل العالم الإسلامي سيكون حتمًا للتيار الصوفي، مشددًا على أن الحركة الصوفية بأفرعها العالمية قد تكون واحدة من أفضل الأسلحة. كما طالب الكونجرس بضرورة استخدام المعونة الأمريكية لترميم المزارات الصوفية في الخارج والحفاظ على مخطوطاتها الكلاسيكية التي تعود إلى القرون الوسطى وترجمتها، ودفع الحكومات لتشجيع نهضة صوفية في بلادها. وشدد التقرير علي أن هذه هي نفس الخطة التي استُخدمت في تهميش المسيحية في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية. اللواء محمد هاني زاهر، خبير الجماعات الإسلامية ومدير المركز الوطني للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكد أن واشنطن راهنت عقب ثورة 25 يناير على أكبر جماعة سياسية في مصر وهي جماعة الإخوان المسلمين دون مراعاة توصيات الكونجرس الأمريكي، أو موقف الجماعة القانوني. وأضاف زاهر أن الكونجرس الأمريكي استند إلى ثلاثة أمور: الأول شرعية الحركة الصوفية حيث إنها تستند إلى القانون رقم 118 لسنة 1976 بشأن نظام الطرق الصوفية ولائحته التنفيذية. أما الأمر الثاني فهو احتواء الحكومة المصرية نفسها للتيار الصوفي، حيث إنه طبقًا للقانون فإن المجلس الأعلى للطرق الصوفية يضم خمسة وزراء أو من ينوب عنهم ولكن المجلس لا يكتمل بدون تمثيل خمسة وزارات، وهم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أو من يختاره نائبًا عنه، ووزير الأوقاف، ووزير الداخلية، ووزير الثقافة، ووزير الحكم المحلي. أما الأمر الثالث الذي يستند إليه التقرير فهو الانتشار الواسع للطرق الصوفية بجميع المحافظات المصرية. وأضاف زاهر أن الإدارة الأمريكية قد تلجأ الآن إلى الخيار الأصلي الذي قدمه لها الكونجرس الأمريكي وهو الاعتماد علي الحركات الصوفية في الانتخابات الرئاسية القادمة خاصة أنها تمتلك أكثر من 500 ألف عضو تنظيمي مسجلين بالمشيخة العامة للطرق الصوفية تتلاعب بهم وتستخدمهم العديد من أجهزة المخابرات العالمية وفي مقدمتها المخابرات الأمريكية والإيرانية، كما أنها تمتلك أكثر من 12 مليون صوفي على مستوى الجمهورية وهي قوة تصويتية لا يستهان بها في حال استخدامها يمكن إنجاح أو إسقاط أي مرشح بكل سهولة. وشدد على أن هناك العديد من القوى المحلية والدولية تراهن حاليًا على أصوات الصوفية وفي مقدمتها القوى الداعمة للفريق سامي عنان باعتباره الأقرب للطرق الصوفية بحكم انتمائه العائلي للصوفية، وهي نفس القوى التي اعتمد عليها الفريق أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية السابقة. ومن جانبه، قال الدكتور السيد عبد الحليم، أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر الشريف، والمتخصص في تاريخ الحركات الإسلامية، إنه منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 اتجهت جميع الأنظار الأمريكية لدعم التيار الصوفي حول العالم وقد ساعدت أول حزب إسلامي في العالم وهو حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أرودغان الذي يستند إلى المرجعية الصوفية. وأضاف هناك مخطط غربي كبير لدعم الحركات الصوفية في العالم العربي لخلق كتلة سياسية تواجه الإسلام السياسي الأصولي، وقد بدأ تنفيذ هذا المخطط في 2001، حيث أقيم المؤتمر العالمي الأول لدراسات الشرق الأوسط الذي عقد بمدينة ماينز الألمانية، وقد كان برنامج المؤتمر مكتظاً بالبحوث والدراسات المتنوعة؛ أما ما يتعلق بالإسلام والحضارة الإسلامية فتضمن المؤتمر بحثين فقط، وهما "الإسلام الحديث والطريقة النقشبندية المجددية الصوفية، والأولياء الصوفيون وغير الصوفيين" وفي صيف عام (2002م ) أصدرت مؤسسة "راند" الأمريكية 14 بحثًا عن الحركة الصوفية ودورها في تغيير خريطة الشرق الأوسط الجديد. كما قررت واشنطن دعم وتمكين الحركة الصوفية وذلك بافتتاح المدارس والأكاديميات والأربطة لاستقبال المريدين، والقيام بالمؤتمرات الدولية حول الصوفية والتصوف، ودعم وسائل النقل الثقافي. وفي 2002 عقد في مدينة بامبرج الألمانية المؤتمر الثامن والعشرين للمستشرقين الألمان، وتضمن المؤتمر 4 أبحاث عن الحركة الصوفية وهي «الأخوة الصوفية كحركات اجتماعية»، و(الحركة النقشبندية في داغستان) و(التيجانية) في غرب إفريقيا، وصورة الموالد الشعبية في مصر. وفي 2003 نظم المركز الثقافي الأوروبي البلغاري ندوة حول أدب التصوف في الإسلام، وفي عام 2003 شهدت مدينة الإسكندرية المؤتمر العالمي للطريقة الشاذلية بمدينة الإسكندرية وقد انعقدت جلسات المؤتمر بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع (منظمة اليونسكو) و(المركز الوطني الفرنسي للبحوث والدراسات العلمية) و (المعهد الفرنسي للآثار الشرقية) و(الوزارة الفرنسية للبحث العلمي) و(وزارة الخارجية الفرنسية) و(دار العلوم الإنسانية بفرنسا)، وأخيرًا (وزارة السياحة المصرية). وفي 2004 أقيم مؤتمر دولي لدعم الصوفية استمر عشرين يومًا بالدانمارك، وفي نفس العام تم افتتاح الأكاديمية الصوفية بمصر، كما أعلن عن تشكيل «الأمانة العليا للإفتاء والتدريس والبحوث والتصوف الإسلامي بالعراق التي من أهدافها «إنشاء المدارس الدينية ودعم الطرق الصوفية»، وفي نفس العام أقيم مؤتمر عالمي للمنتسبين إلى التصوف تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، كما أقيم في العاصمة المالية "باماكو" المؤتمر العالمي الأول للطرق الصوفية بغرب إفريقيا تحت شعار: (التصوف أصالة وتجدد). وفي سبتمبر 2005 أقامت الجماهيرية الليبية مؤتمرًا دوليًا بعنوان (الطرق الصوفية في إفريقيا حاضرها ومستقبلها) وهو نفس المؤتمر الذي نظمته العاصمة الأردنية (عمان) برعاية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني شخصيًا.