أصبح د.م.عصام شرف أول رئيس وزراء في تاريخ مصر الحديث يأتي الى منصبه بضغط شعبي ويلقي خطاب تولي المسؤولية أمام مئات الآلاف ممن يمثلون أطياف الشعب المصري كله. وكان رئيس الوزراء «الشعبي» واضحا ومباشرا في الكلمات المقتضبة والمؤثرة التي ألقاها بأنه سيعمل على تحقيق جميع مطالب الثورة، واذا فشل فسيترك منصبه ويعود لينضم الى الثوار في ميدان التحرير. وعلى الرغم من أن كل ما قاله شرف كان جميلا ورائعا.. الا أن أروع جملة قالها لمئات الآلاف المحتشدين أمامه «انتهيتم من جهاد أصغر.. وأمامكم جهاد أكبر لاستعادة مصر». صدقت يا دكتور.. فمصر كانت «مختطفة» لمدة 30 عاما، بعصابة من اللصوص والخونة والمتربحين والقتلة والمرتشين والفاسدين والمفسدين الذين نجحوا في تلويث وافساد كل من اقترب من دائرتهم ولم ينج من «وحولهم» إلا أقل القليل من الشرفاء – والحمد لله انك منهم – فما بدأ يتكشف من فساد وافساد فوق كل تصور وعقل، مصر لم تختطف فقط، ولم تُسرق فحسب، انما بتعبير «الفلاحين» تم «تجريفها»، واعتقد ان هذا هو التعبير الادق، والمهمة الاصعب الآن ان تسير «مصر الجديدة» في خطين متوازيين: الأول هو البدء فورا في البناء والعمل والانتاج بروح جديدة هي روح ثورة «25 يناير» حتى يتم انقاذ البلاد من «شفير الهاوية» التي تقف على حافته، وحسنا فعلت الجماهير الحاشدة باتفاقها على انتهاء الاعتصام في الميدان بعد تظاهرة أمس. الخط الثاني: الوصول الى معادلة سريعة لاعادة الامن والامان للشارع المصري، والحلول عديدة وكلها صالحة وتم مناقشتها ولا داعي لتكرارها هنا، وفي الوقت نفسه يجب مواصلة كشف الفساد والفاسدين والتصدي لهم بكل قوة مع التحرك على جميع الاصعدة القانونية والامنية بالاستعانة بالقوات المسلحة لاستعادة كل ما يمكن استعادته من خيرات مصر «المجرفة» سواء في الداخل او الخارج، ولتتضافر جهود جميع الاجهزة القانونية، والامنية، ومؤسسات المجتمع المدني، وبيوت الخبرة والاستشارات، ولا مانع من الاتصال بالمنظمات العالمية لاخذ الخبرة والمساعدة حتى يعود كل جنيه ومليم، ودولار وسنت تمت سرقته من شعب مصر واعادة استخدام هذه الاموال في بناء «مصر الجديدة»،.. وعلينا جميعا رفع شعار «يد تبني.. ويد تكافح الفساد». حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 ألا أيها الظالم المستبد حبيب الظلام عدو الحياة سخرت بأنَّات شعب ضعيف وكفك مخضوبة من دماه وسرت تشوه سحر الوجود وتبذر شوك الاسى في رباه رويدك لا يخدعنك الربيع وصحو الفضاء وضوء الصباح ففي الأفق الرحب هول الظلام وقصف الرعود وعصف الرياح حذار فتحت الرماد اللهيب ومن يبذر الشوك يجن الجراح (إلى طغاة العالم – أبوالقاسم الشابي)