التعديلات الدستورية المبدئية التي اعلن عنها غيرت خريطة المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية، واقصت اثنين من كبار المرشحين لأهم «وظيفة» في مصر، ألا وهما الدكتوران أحمد زويل ومحمد البرادعي، وكلاهما حاصل على جائزة نوبل وحاصل على الجنسية الامريكية وكذلك زوجتاهما وأبناؤهما. وهذا هو التحدي الحقيقي، فماذا سيفعلان ان لم يجلس أحدهما على «عرش» مصر؟ هل سيعود كل منهما ادراجه خالي الوفاض؟ أم سيصران على المشاركة في بناء «مصر الجديدة» من مواقع اخرى غير كرسي الرئاسة؟ لا انكر ان ملايين المصريين تمنوا ان ينتخب أحدهما رئيسا لمصر – وأنا منهم – ولكن ربما يكون في عدم ترشحهما خير كثير لمصر، فمسؤوليات واعباء الرئيس ستعيقهما عن تنفيذ الاحلام الكبار والاشراف عليها بشكل صحيح. ولكن.. ما العيب مثلا في منصب مستشار الرئيس للشؤون العلمية لو تبوأه د.زويل وأشرف من خلاله على نهضة مصر العلمية الشاملة، وحقق كل الاحلام العظام والطموح الكبير الذي نادى به؟ وما الضرر في تبوء د.البرادعي مقعد مستشار الرئيس لشؤون الطاقة البديلة والمتجددة للاستفادة من خبرته «النووية» لادخال مصر النادي النووي السلمي، بشكل يبهر العالم ويحقق روافد جديدة للطاقة طالما حلمنا بها، لتستخدم في بناء مصر، وتوفر الطاقة اللازمة لتحقيق المشروع القومي العظيم للدكتور فاروق الباز «ممر التنمية». وفي الاطار نفسه يجب ان ندعو كل العلماء المصريين في الخارج للمساهمة في اعادة بناء مصر بعلمهم وخبرتهم التي اكتسبوها في البلاد التي يعملون بها، وهناك خبراء مصريون «يرفعون الرأس» في مجالات مهمة وتحتاجها مصر بشدة، ويكفي ان نعلم وعلى سبيل المثال لا الحصر، ان كندا التي تمتلك ارقى نظم التعليم في العالم، المسؤولون عن وضع ومراجعة مناهج التعليم فيها مصريو الأصل.. ومستعدون لتقديم كل المساعدة عندما يطلب منهم ذلك. وما ننشده وننادي به الآن ان يتم فتح صفحة على الانترنت تخصص لمساهمات وافكار واراء المصريين العاملين بالخارج، يستطيعون من خلالها تقديم كل المساعدات العلمية والفكرية والمنهجية ونقل التجارب الايجابية للدول المتقدمة، والحلول الناجعة للمشكلات التي تواجه التنمية.. وان يكون هناك مسؤولون جادون في مصر لفرز هذه الاراء والاستفادة بما يناسب مصر منها، ليتحقق حلمنا في مصر جديدة نستحقها جميعا. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 يا قاهري بشقائي .. اعتدتُ هذا الشقاءْ اسكرتني بسلامٍ ملء الكؤوس هواءْ ان ادركتني المنايا الموت بعض الدواءْ انا مُثقلٌ ببلادي عشق البلاد ابتلاءْ مختار عيسى (من أغاني «حرية المدينة»)