مأساة كبرى يعيشها أهالى عزبة النخل، فبعد أن هدمت عششهم التى كانت تضمهم من عراء الطريق سلبوا حتى هذا الحق فأصبح الشارع هو المأوى والملجأ لهم، فهم يفترشون الآن قارعة الطريق ولا عزاء لهم. فبعد وقوع الكوبرى مباشرة توجهت قوات الأمن وهدمت كل الحجرات والعشش التى كانت تأويهم وجعلت عاليها أسفلها حتى ساوتها بالأرض، ولم يمكنوهم من أن يأخذوا أدوات معيشتهم. وقالت منى محمد عبد الصادق: "لا يهتم بنا أحد ونحن لسنا موضع عناية الدولة عشان إحنا فقراء، أنا عندى 3 أولاد ولقمة عيشنا هنا وتعليم ولادى هنا وقريبين من شغل أزواجنا ومدارس عيالنا لا نحلم بامتلاك القصور فقط نريد غرفه تضمنى أنا وأولادى، وأنه منذ سنتين أتت بعض الهيئات التابعة للحكومة وقاموا بعمل حصر لأسمائنا ووعدونا بالشقق، وهناك بعض الأسماء القليلة التى امتلكت هذه الشقق ولكنها لا تغنى من جوع، حيث لم تغط كل الأعداد الموجودة". وتابعت "نريد أن نحيا كبنى آدمين فنحن الآن فى الشوارع وقعدة الشوارع تجيب المرض فنحن نعانى حتى عند دخولنا الحمامات فلا يوجد حمامات لنا ندخل المساجد والمساجد تغلق بعد صلاة العشاء فننتظر لثانى يوم الفجر حتى نتمكن من قضاء حوائجنا وننام فى البرد والصقيع وكل يوم نولع نار قدام عششنا لكى ندفئ بها الأطفال ونصرخ بملء أفواهنا إلى من نذهب والحل بيد من". أما راوية رياض فتقول: "البداية كانت عندما قالوا لنا اخرجوا من منازلكم، حتى تقابلوا المحافظ الذى سوف يوفر لكم المسكن المناسب، وخرجنا بالفعل ففوجئنا بالبلدوزرات تهدم مساكنا التى تتكون من حجرات بجانب بعضها البعض كل خمس حجرات تكون شقه يسكن الشقة الواحدة خمس عائلات مختلفة يكون بينهم حمام واحد مشترك، وعلى الرغم من ذلك فنحن قانعون". وقال عدد من المتضررين، إنه عندما شبت الحريق جاء بعدها قوات الأمن بالبلدوزرات وهدمت الحجرات التى تضمنا وتعاملوا معنا بعيدًا عن الآدمية وضربوا شبابنا وسحلوهم جرًا إلى عربات البوكس، وتعاملت الشرطة معهم بوحشية، كما أن أى شخص يصور بالفيديو أو بالصور ما كانت تفعله الشرطة وقتذاك ألقوا القبض على عدد منهم وأتلفوا الصور. تقول آمال خلف: "كنا نسكن العشش وكنا راضين فهم ألقوا بنا فى الشوارع فما نحن فيه لا يرضى الله لا أريد شيئًا سوى أن يكون لى ولزوجى المريض ولأطفالنا غرفة تضمنا نريد العدل، وبناء على ما حدث نزلت بعض الجمعيات التى تختص بشأن حقوق الإنسان مثل جمعية نبض الوطن لحقوق الإنسان". وقال حسين سعد، أحد أعضاء الجمعية، "إننا فى الموقع الآن لكى نعايش الفساد الإداري الذى يحدث الآن فى مصر والذى نتج عنه وقوع الكوبرى وهدم عشوائيات القاطنين هناك دون أن يوفروا لهم البديل، وأن الحى كان سابقًا قد قام بعمل حصر لقاطنى هذه العشوائيات ولكن هذا الحصر كان مغلوطًا، فالحى قدر عدد سكان هذه المنطقة 420 أسرة فى حين أن العدد الحقيقى يتجاوز الألف أسرة، وأن محافظ القاهرة قال أنه سكن الأسر بالفعل وأنه لا توجد عشوائيات الآن فى مصر ولكن هيهات هيهات فالواقع عكس ذلك تمامًا". وأكدت جمعية نبض الوطن وغيرها من الجمعيات الحقوقية، أنها تأمل فى أن يعامل الإنسان فى مصر بآدميته وينال حقوقه، وأن الجمعية قد نزلت وجمعت تفويضات من الناس وإقرار منهم بأنهم يفوضون الجمعية لكى تتكلم بلسانهم وأنهم ليس لديهم مأوى آخر، وذلك حتى يتم التعامل مع الدولة بشكل قانونى وأنهم عازمون على تصعيد الأمر على أعلى الجهات السيادية فى الدولة بداية من النائب العام وحتى مجلس الوزراء، وذلك لمحاسبة المسئولين عن الفساد الإدارى الموجود. شاهد الصور: