نفى وكيل وزارة الخارجية بالحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة غازي حمد مجددا وجود أي مراسلات أو تواصل بينه وبين أي مسؤول اسرائيلي في أي من القضايا، مشددا على أن "أي إتصال بين غزة والإحتلال إن كان، لن يكون إلا عبر مصر كوسيط لطالما دعم القضية الفلسطينية". وأكد حمد في تصريح لوكالة "الرأي" الناطقة بلسان حكومة غزة التي تديرها حركة حماس مساء اليوم الأربعاء "على عدم وجود أي مراسلات بينه وبين المسؤول الصهيوني "غيرشون"، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية في رام الله "وفا". ووصف أي وثيقة تحمل مثل هذه الاتهامات بأنها "مزيفة ومفبركة وكاذبة وهي على سبيل الدعاية النفسية التي تهدف للضغط على الحكومة والشعب الفلسطيني". واعتبر أن مثل هذه الأخبار "تهدف إلى تشويه صورة الحكومة الفلسطينية والمقاومة والشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن هذه الأساليب "الرخيصة" لن تنطلي على الشعب الفلسطيني. ودعا غازي حمد وسائل الإعلام إلى "عدم تناول مثل هذه الأخبار التي تتسم بالكذب والتلفيق الهادف إلى كسر إرادة الفلسطينيين". وكانت وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية نقلت عن مصادر وصفتها ب"المطلعة" تأكيدها "صحة المعلومات حول قناة سرية متقدمة ومراسلات تجري بين قيادة حماس وحكومة نتنياهو، عبر غيرشون باسكن الذي لعب دورا مهما في الوصول إلى صفقة تبادل الاسرى بالجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط. ونقلت "وفا" عن هذه المصادر قولها "إن لديها ما يثبت هذه المعلومات التي تكشف مدى تورط حماس في سيناريو دولة غزة وسيناء، والمشروع الذي تحاول إسرائيل تسويقه منذ زمن للدولة ذات الحدود المؤقتة". وأعربت المصادر "عن أسفها لإصرار حماس على الالتفاف على الثوابت الوطنية مقابل أن تكون طرفا أو شريكا مقبولا لإسرائيل، في إطار الهدف الأكبر لجماعة الإخوان وتنظيمهم الدولي، الذي أبدى ويبدي استعدادا لعقد صفقة تاريخية مع دولة الاحتلال مقابل أن يسمح له حكم مصر إضافة لعدد من الدولة العربية والإسلامية". وذكرت "وفا" أن هذه المصادر كشفت "مدى ما وصلت إليه هذه المراسلات من نقاش عميق بين حماس وإسرائيل، بهدف التمهيد لمرحلة ما بعد فشل مهمة وزير الخارجية الامريكي جون كيري التفاوضية، وهو النقاش الذي يشير إلى تفاهمات يتم بلورتها بين حماس وحكومة نتنياهو عبر غيرشون باسكن وغازي حمد، بهدف التعايش بين دولة غزة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي في إطار من التعاون الثنائي والمدعوم بهدنة طويلة الأجل بين الجانبين بعيدا عن الضفة والقدس، وبعيدا عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني المشروعة". وأكدت المصادر –بحسب وفا- أن حماس لا تعمل بشكل منفرد، بل من خلال دعم ورعاية ووساطات بعض القوى الإقليمية وفي إطار أهداف وأولويات جماعة الإخوان، قائلة إن "هذا الأمر ليس بغريب على حماس التي اعتادت أن تستخدم الدين والمقاومة والقضية الفلسطينية ودماء الشعب الفلسطيني وتضحياته وآلمه ومعاناته لمصالحها الفئوية الضيقة والأجندات الخارجية، واليوم تكرس نفسها لخدمة حكومة نتنياهو وأهدافها مقابل أن تكون شريكا لها على حساب المشروع الوطني الفلسطيني". وتساءلت المصادر:ماذا لو قدر لمخطط نتنياهو بفرض الدولة ذات الحدود المؤقتة بالانسحاب الأحادي الجانب من مدن الضفة الفلسطينية وسيطرة حماس وحدها بالانقلاب كما جرى في غزة؟ فهل ستنفذ الاتفاق ذاته الذي تسعى لتنفيذه في غزة وسيناء؟ وأين الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس من مشاريع حماس المشبوهة؟(حسبما نقلت عنها وكالة وفا). وكانت حكومة غزة قد نفت أمس أيضا الخبر الذي نشرته وكالة "معا" المحلية ومقرها الرئيسي بيت لحم بالضفة الغربية نقلا عن موقع "والاه" العبري وأفاد أن رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية ارسل رسالة سرية قبل أسبوعين الى رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو طالبه فيها بعدم التحرك العسكري ضد القطاع نتيجة حالة التوتر التي اعقبت اطلاق الصواريخ على اسرائيل.