قال المتحدث باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" احمد عساف ان ما تم الكشف عنه من رسائل بين قيادة حركة حماس في غزة ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يتطابق مع المعلومات المتوافرة لدى فتح بأن المفاوضات ما بين حماس واسرائيل لم تنقطع ليوم واحد. واشار عساف، في تصريحات صحفية اليوم الاربعاء، الى ان هذه الاتصالات تتم على مستويين الاول سياسي تثبته الرسائل التي تم الكشف عن مضمونها مؤخرا بين الجانبين ولقاءات سويسرا وتعاطي حماس مع خيار الدولة ذات الحدود المؤقتة وعلى المستوى الامني حيث تسعى حماس من خلاله للحفاظ على سيطرتها على قطاع غزة وعلى رؤوس قياداتها مقابل حفظ حدود اسرائيل من جانب القطاع.
واضاف ان "الخطير فيما تم كشفه من مراسلات بين حماس واسرائيل هو مدى التقدم في هذه المفاوضات والى المستوى الخطير الذي وصلت اليه والتنازلات عن الثوابت التي قدمتها حماس في مفاوضاتها مع اسرائيل، والمشروع المشبوه لدولة غزةوسيناء الذي لطالما حذرنا منه وقلناه مرارا منذ اكثر من عام ان حركة حماس تسعى لاقامة دولة في غزة بعيدا عن القدس والضفة الغربية وعودة اللاجئين".
وقال "ان كل هذه المواقف والمفاوضات السرية تفسر للشعب الفلسطيني لماذا ماطلت حماس كل هذه السنوات في المصالحة وعطلتها ولم تقم بتنفيذ ما تم التوقيع عليه".
واوضح عساف ان حماس نفذت وقف (الاعمال العدائية) في اتفاق الهدنة عام 2012 من طرف واحد بالرغم من ان اسرائيل لم تلتزم يوما واحدا بهذه الهدنة المزعومة وان اكثر من 30 شهيدا ومئات الجرحى سقطوا منذ الاتفاق في قطاع غزة المحرر وفق تطابق المواقف والمصطلحات بين حماس واسرائيل، فيما تمتنع حماس عن المقاومة وتمنع اي مقاوم بقوة السلاح من ممارستها، وهذا ما يؤكده الواقع على الحدود بين غزة واسرائيل من هدوء وما يشيد به جنرالات الاحتلال عن حسن اداء حماس.
وشدد عساف على ان حركة فتح ستتصدى لهذا المشروع المشبوه وانها لن تسمح بتمريره مهما كان الثمن، مؤكدا ان هذه المفاوضات (المؤامرة الاسرائيلية) لا تتم بمعزل عن قوى اقليمية ودولية معنية بتصفية القضية الفلسطينية.
كانت مصادر وصفت بال"مطلعة" قد أكدت صحة المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة حول وجود قناة سرية متقدمة ومراسلات تجري بين قيادة حماس وحكومة نتنياهو عبر جيرشون باسكن الذي سبق وتوسط بصفقة الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط.
وقالت المصادر ان لديها ما يثبت هذه المعلومات التي تكشف مدى تورط حماس في سيناريو دولة غزة و سيناء والمشروع الذي تحاول اسرائيل تسويقه منذ زمن للدولة ذات الحدود المؤقتة.
وكشفت المصادر مدى ما وصلت اليه هذه المراسلات من نقاش عميق بين حماس واسرائيل بهدف التمهيد لمرحلة ما بعد فشل مهمة وزير الخارجية الامريكي جون كيري التفاوضية، وهو النقاش الذي يشير الى تفاهمات يتم بلورتها بين حماس وحكومة نتنياهو عبر جيرشون باسكن ووكيل وزارة الخارجية في حكومة حماس غازي حمد، بهدف التعايش بين دولة غزة وحكومة الاحتلال الاسرائيلي في اطار من التعاون الثنائي والمدعوم بهدنة طويلة الاجل بين الجانبين بعيدا عن الضفة والقدس، وعن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.