أكد الأمين العام لتيار المستقبل اللبناني أحمد الحريري أن حزب الله لن ينسحب من سوريا رغم المطالبات اللبنانية له بالانسحاب، وسيوهم الحزب أنصاره بتحقيقه انتصارات وهمية هناك. وأعرب الحريري - في مؤتمر صحفي عقده اليوم في استراليا التي يقوم بزيارتها حاليا - عن سروره لتولي القيادي في التيار الوطني الحر جبران باسيل وزارة الخارجية وخروج هذه الوزارية من يد الثنائي حزب الله وحركة أمل، مجددا رفض تياره تضمين ثلاثية "الجيش والمقاومة والشعب" في البيان الوزاري. وحول تسهيل حزب الله تشكيل الحكومة، اعتبر الحريري أن الوضع الأمني شكل رعبا عند الناس مما أثر على شعبية حزب الله الذي كان يقول لمؤيديه إن مناطقه لا تخترق وربما هذا ما دفعه لتقديم تنازلات، فضلا عن أن إيران لديها مهلة لتظهر خلالها حسن نية للمجتمع الدولي وهو ما أثر على موقف حزب الله. وعن المحكمة الدولية، أكد الحريري أنها مستمرة ولا شيء يوقفها، وفي حال لم يسلم حزب الله المتهمين ويتعاون مع المحكمة، فإن تياره سيعتبر أن الفريق كله متهم لأنه لا يعقل أن يقوم أربعة متهمين بعمل بهذا الحجم من تلقاء انفسهم، مشيرا إلى أن المحكمة لن تعيد ضحايا الاغتيالات ولكن الأمل في أن تضع حدا للاغتيالات. وعن الوضع في سوريا، قال إن الأزمة السورية اتخذت منحى مختلفا وكأنها تجميع لكل مصائب المنطقة في سوريا، مشيرا إلى أن النظام لم ينتصر رغم دعم الصين وروسيا لأن الشعب ضده، معتبرا أن ما يحدث في سوريا من فرز مذهبي وطائفي يشبه ما حدث في لبنان. وكشف الحريري عن أن اللقاء الذي جمع مؤخرا في باريس بين رئيس التيار سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون تناول المواضيع الوطنية التي تحمي لبنان، وأهمها وقف تداعيات مشاركة حزب الله في الحرب السورية على لبنان ووقف ضغط السلاح على الحياة السياسية في البلاد، وضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها. وعما إذا كان العماد عون قد قام بوساطة بين تيار المستقبل وحزب الله، قال الحريري - في مؤتمره الصحفي الذي أذاعت وقائعه منسقية الإعلام في التيار ببيروت - إنه لا يوجد وساطة مع حزب الله والمكان الوحيد الذي يجمع تياره مع حزب الله هو طاولة الحوار وضمن مبدأ "إعلان بعبدا". وأوضح الحريري أن التواصل بين تياره والتيار الوطني الحر في باريس كان غايته تسهيل تشكيل حكومة بعد استحالة تشكيل حكومة حيادية مما كان سيؤدي إلى اعتذار تمام سلام المكلف بتشكيل الحكومة.