قالت سونجا لوكار المدير التنفيذى لشبكة قضايا دول أوروبا الشرقية والسكرتير العام السابق للحزب الديمقراطى الاجتماعى السلوفانى إن ما تضمنه الدستور المصري فى مادته الأولى التى نصت على أن مصر دولة نظامها ديمقراطى يقوم على أساس المواطنة يعد المفتاح الحقيقى لكل التغيرات المنشودة تجاه حقوق المرأة لكى تكون عنصرا فاعلا فى التغيير ومحركا لعملية التنمية . جاء ذلك خلال المحاضرة التى ألقتها سونجا لوكار بعنوان " دعم الحركات النسائية فيما بعد الثورات " والتى استضافها الاتحاد النوعى لنساء مصر والشبكة العربية للنساء للأحزاب والتضامن ، اليوم الاثنين . وتناولت سونجا في المحاضرة ، تجارب الدول المختلفة بعد الثورات فى أوروبا الشرقية وخلال الفترة الانتقالية في كل من يوغسلافيا وألبانيا وسلوفينيا والمجر وكرواتيا فى موضوعات النوع الاجتماعى ودعم الحركات النسائية ودور المرأة فى تلك المرحلة التى تحدث تغييرا جذريا فى المجتمعات . وأضافت إنه بالرغم مما كفله الدستور المصري الجديد والتشريعات القائمة للمرأة من جميع حقوق المشاركة وأولها حق الترشح والانتخاب إلا أن الوضع الراهن لمشاركة المرأة فى الحياة السياسية واقع غير منصف ويتعين السعى الجاد للتعامل معه باعتباره قضية قومية. وأكدت أن المرحلة الفاصلة التى تعيشها مصر حاليا من مراحل العمل الوطنى وتخطو فيها خطوات واثقة نحو اكتمال تجربتها الديمقراطية تحتم أن تصبح المرأة شريكا فاعلا ومؤثرا فيها ..مشددة على أهمية خلق مناخ إيجابى مساند لقضايا المرأة ودورها ومشاركتها فى الحياة العامة ، مناخ يقوم على الحوار من أجل تحسين وضع المرأة وتعزيز الجهود التى تستهدف تمكينها وإدماجها فى حركة المجتمع. وقالت إن المجتمع الذى نستشرفه لمستقبل مصر الأفضل لا يمكن أن يكتمل دون أن تكون المرأة جزء لا ينفصل عن واقعه ، وعلى المصريين عامة والنساء خاصة مسئولية وطنية وتاريخية يتعين عليهم تحملها والاضطلاع بأعبائها حيث ستظل المرأة عماد المجتمع الناهض الساعى للتقدم والمتمسك بتحقيق طموحاته فقد قامت المرأة بهذا الدور فى السلم ولم تتردد فى ظروف الحرب عن النضال مشاركة فى كل ساحات العمل . وأشارت إلى موضوعات النزاع بين النماذج الدولية الليبرالية والتفاعلات والحوارات الدولية الحديثة للتحولات الديمقراطية واحتياجات المرأة للسياسات الانتقالية التكوينية ..كما تطرقت لتنفيذ خطة عمل بكين وآليات الدولة من أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدنى وكذلك تمكين المرأة فى الفترة الانتقالية ما بعد النزاعات واستراتيجية إدماج المرأة فى المجتمع ، واستراتيجية الائتلافات الكبرى والفوز داخل الأحزاب والحملات الانتخابية. وتناولت أيضا الدور القومى للمرأة فى فترات الحروب والسلام ودورها في المراحل الانتقالية وكيفية الاستفادة من الحملات الانتخابية فى الضغط على الأحزاب لترشيح المرأة؟ .. مؤكدة أن نضال المرأة مستمر ، وإذا لم تدافع هى بنفسها عن حقوقها فسوف تفقد كل يوم جزء منها إلى أن تتلاشى تلك الحقوق تماما !. وقالت إنه ربما تحتاج المرأة فى مصر لعشر سنوات للتغلب على كافة التحديات التى تحول دون مشاركتها فى الحياة السياسية والحياة العامة بما يليق بمكانتها ونسبتها فى تعداد السكان ، لافتة إلى أن التحديات التى تواجه المرأة المصرية تصل إلى 5 أضعاف ما كان يواجه المرأة فى سلوفينيا فى مثل هذه الفترة . وقالت إن نجاح الإخوان في مصر فى المرحلة السابقة جاء من خلال استغلال اوجاع الفقراء والوعد بالعمل على تضميدها ؛ ما يؤكد أن الكتلة التصويتية تتمركز فى فئة النساء الفقيرات اللائى قد يتم استغلالهن لصالح فئة بعينها . وحثت ، الحركات النسائية التطوعية فى مصر على أن تستفيد من هذه الفئة من خلال رفع وعيها بدعم مشاركة المرأة فى الانتخابات ..قائلة إن المهم ليس فى عدد النساء فى البرلمان بقدر قدرتهن على القيام بدور ايجابى فالمرأة البرلمانية يجب أن تمتلك قدرة التعبير الحر الواعى عن قضايا المجتمع. وطالبت بمد جسور التواصل والحوار المستمر مع الأحزاب السياسية والعمل المكثف لتدريب الكوادر البرلمانية من النساء والبدء بالمحليات وحشد قوى المجتمع لدعم دور المرأة من خلال برامج التعليم والثقافة والإعلام. وأوضحت أن تواجدها فى مصر يعد فرصة فريدة ولقاءها بهذه النخبة من الناشطات السياسيات وممثلى السفارة الإسبانية فى مصر وممثلى عدد من الأحزاب المصرية ومتطوعى حملة نساء من أجل نساء لدعم خارطة الطريق التى يتبناها الاتحاد النوعى لنساء مصر جاء لعرض تجربتها فى مجال حث المجتمع السلوفانى وقادته السياسيين على تواجد المرأة الايجابى فى مختلف ساحات العمل السياسى والاقتصادى والاجتماعى . ووجهت رسالة طمأنينة للسائح الاجنبى ، قائلة "إنها لمست التواجد الأمنى والهدوء فى الشارع المصرى وأن مصر التى عرفت طوال تاريخها بأنها مقصد للسائحين ستظل هكذا "..مطالبة المسئولين فى الدول الأجنبية برفع حظر سفر أفواجها لمصر ، ومناشدة السائحين الأجانب باستئناف رحلاتهم السياحية إلى مصر ، فالحياة طبيعية والمناطق السياحية مؤمنة. وأوضحت أن ممارسة الديمقراطية والمشاركة الفعالة فى صنع القرارت المتعلقة بالمرأة تأتى من خلال العمل على إرساء مبدأ المساواة ، ابتداء من الجهات التنفيذية والسلطة التشريعية ومرورا بالمجتمع المدنى والإدارات المحلية . وذكرت أان مصر وهى على أبوب بداية لمرحلة جديدة من العمل الوطنى ونقطة فارقة فى مستقبلها فإنها مطالبة بتعزيز حق المرأة فى المشاركة فى كل مايمس حياتها ويؤثر فيها ويعمل على بناء قدراتها وتمكينها من التواصل والحوار الفعال مع المجتمع. وأكدت ان مسيرة كفاح المرأة لا تخصها وحدها بل أنها تحتم على المجتمع بكافة طوائفه أن يقف بجانبها وأن يعلى من قيمتها ويساندها فى حقها في التعليم والمساواة والمشاركة المجتمعية والتمكين السياسى وأن ينحاز لتعظيم مكانتها وتعزيز مسيرتها وتدعيم تواجدها على ساحة العمل الوطنى . وأشارت إلى أن المرأة المصرية والعربية شاركت في أحداث ثورات شعبية عرفت باسم "الربيع العربى" ووقفت بإقدام وشجاعة تنادى بالحرية والعدالة ولكنها لم تجنى ثمار هذه الثروات التى كان يجب أن تكون فرصة لتعزيز مكانتها . وكانت المحاضرة قد بدأت بكلمة تقديم وترحيب من الدكتورة هدى بدران رئيس الاتحاد النوعى لنساء مصر للمسئولة السلوفانية ..مشيرة إلى أن المنظمات الأهلية العاملة فى مجال المرأة تنتظرها مسئولية كبيرة وواجب وطنى من أجل مساندة المرأة على المضى قدما فى مسيرتها لكى تؤدى رسالتها فى مختلف المجالات ولتنال مكانتها المستحقة في البرلمان ، وأن الرؤية الرشيدة لدور المرأة هو الإضافة والإجادة والانتصار لحقوق الإنسان الذي يعد معيارا لتقدم الشعوب ونهضة الأمم.