خرج الدكتور يسرى الجمل وزير التعليم السابق عن صمته، مؤكدا أنه تعرض "لظلم شديد" عندما أقيل من الوزارة، لكنه أعرب عن سعادته لأنه عاش حتى يرى الشعب المصري يحارب الفساد ويحاكم الوزراء بنفسه. وقال في تصريحات خاصة ل "المصريون"، إن أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء السابق أطاح به بزعم العمل على تهدئة أولياء الأمور من انتشار إنفلونزا الخنازير في المدارس، و"كأني السبب في انتشار الفيروس في مصر". وأوضح الجمل – الذي أقيل من منصبه في مطلع العام الماضي- أن "نظيف اختاره ليكون كبش الفداء ليهدأ الشعب من ناحية وليضمن بقاءه في الوزارة، وحتى يضمن سلاسة انتقال الحكم بالطريقة التي كان يخطط لها من ناحية أخرى". وأثنى الجمل بشدة على ثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم الرئيس حسني مبارك والتي اعتبرها أول ثورة شعبيه في التاريخ تسقط الحاكم وحاشيته وتحاكمهم، وطالب بتفادي الأخطاء التي وقع فيها النظام السابق خلال القترة المقبلة. وأشار إلى من بين تلك الأخطاء، استمرار الوزراء في مناصبهم لسنوات طويلة، كما كان يفعل الرئيس السابق، الذي كان لا يفضل التغيير إلا للضرورة القصوى، حيث كان يرى أن كثرة التعديلات الوزارية تؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي وعدم تحقيق الإنجازات والمشروعات، بغض النظر عما إذا كان هذا الوزير أو ذاك يجلس رغم أنف الشعب، وما إذا كان وجوده يتسبب في كارثة من عدمه. وشدد على أهمية اعتماد معيار الكفاءة المهنية والفنية بشكل أساسي في اختيار الوزراء، موضحا أن مصر مليئة بالكفاءات التي لم تستغل في عهد النظام السابق، حيث كان يقتصر اختيار رؤساء حكومته والوزراء على من يرتبطون ب "علاقات نسب ومصاهرة"، وفي كثير من الأحوال كان يشعر رؤساء الحكومة بالعجز في عملية الاختيار وكأن البلد ضاقت بالكفاءات. وحذر الجمل من الإسراع في عملية نقل السلطة من الجيش إلى المدنيين وإجراء انتخابات رئاسية، حتى لا تتحول البلد إلى فوضى يصعب السيطرة عليها، نظرا لأن هناك بعض الجهات "الممولة من الخارج تسعى إلى انتشار الفوضى في مصر". وأكد أن مصر لا تزال محمية بشعبها لكن لم يأمن من غدر أعدائها الذين يتربصون بها.