اعتبرت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، رحيل الرئيس السابق حسني مبارك أشبه بزوال الاحتلال عن مصر، قائلة إن نظام حكمه المنهار كان مثل "الاحتلال الذي كان يحتل البلد ويروع شعبها"، موضحة ان ثورة الشعب المصري جاءت بعد أن طفح بهم الكيل من قدرته على المراوغة. وأضافت إن "الشعب طفح به الكيل التحايل والفساد جهرا وإخفاء الحقائق فلم يعد يتحمل أن تخصص كل ميزانية الدولة، لتوفير الأمن المسئولين من ناشط أو كاتب صحفي يكشف فسادهم ويخصص للشرطة وللإرهاب المواطنين، بينما لم يخصص شيئا من ميزانية الدولة لأمن وسلامة المواطنين، سواء فى مشربهم أو مأكلهم أو أمنهم العام". وأكدت أنها لم تكن تتخيل أن تعيش يوما لترى الشعب المصري يجبر نظاما فاسدا مستبدا عنيدا على التنحي وكشف فضائحه ومحاسبة المسئولين فيه، خاصة بعد "احتلال" لمصر دام 30 عاما، وبعد أن تفشى الفساد بجميع المؤسسات جهرا وليس سرا وعلانية أمام الشعب المصري وكأنهم لا يخشون شيئا بعد أن ظنوا أنهم فوق القانون. وطالبت بمحاكمة الدكتور أحمد نظيف ورئيس الوزراء السابق ووزير الزراعة السابقين الدكتور يوسف والي وأمين أباظة على جريمة الاستعانة بخبراء إسرائيليين لتطوير زراعة القمح في مصر. واعتبرت أن قضية الغذاء في مصر "بمثابة قضية أمن قومي فقد تحولت مصر إلى أمة تستجدي قوتها في الوقت الذي زرعت فيه دول مثل السعودية وسوريا القمح، وحققت الاكتفاء الذاتي لمواطنيها"، وأشارت إلى ضرورة أن يصبح المشروع القومي للقمح واجب وطني يشارك فيه المصريين قولا وفعلا. وطلبت من علماء مصر طرح مشروع علمي من أجل استرداد النهضة الصناعية والزراعية وتحديث الزراعة، مؤكدة أهميه تضمن المشروع كيفية زراعة والاكتفاء بالقمح وإيقاف أو تخفيض "مهزلة" الاستيراد. وأكدت أنه "يجب أن لا نتحدث عن الماضي بل يتعين عليها أن نستفيد من أخطاء الماضي، حتى لا نكرر احتلالنا مرة أخرى ممن هم على شاكلة مبارك". وأشارت إلى أن أهم ضمانة لمنع "احتلال" مجددا في المستقبل هو وجود أجهزة رقابية على كل مؤسسات الدولة وإعلان الفساد ومحاكمة الفاسدين بكل شفافية، وشددت على ضرورة تفعيل دور المجالس النيابية الرقابية في محاسبة الحكومة بل وإسقاطها. وأبدت دهشتها من الأرقام التي تسمعها عن ثروات أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب "الوطني" وأحمد نظيف رئيس الوزراء السابق وحاشية مبارك ونجله جمال، متسائلة: كيف مصر تعيش تحت خط الفقر وبها هذه الأرقام التي تخطت المليارات؟. وطالبت بضرورة استغلال موارد مصر جيده لأن "مصر غنية جدا"، بدليل أنها مازالت تملك الكثير من الثروات رغم سرقة ونهب شعبها. وحثت في الوقت ذاته كل من لديه معلومات عن فساد أي مسئول أن يذهب للنائب العام للإدلاء بأقواله، معتبرة أن ما تم فتحه حتى الآن من ملفات "كوارث" للمسئولين أقل خطورة من المسكوت عنه ولم يفتح حتى الآن.