«هيثم اخويا كان هيتجوز الاسبوع الجاي.. ودلوقت بقى شهيد».. كان هذا محتوى لافتة حملها شاب – دامع العينين - في العشرين من عمره وقف في ميدان التحرير الى جوار والدة شهيد الاسكندرية «خالد سعيد»، التي كانت تحتضن «وائل غنيم»، منشئ صفحة «كلنا خالد سعيد وتمطر وجهه بدموعها». المشهد اقشعر له بدن كل من شاهده، وكان ابسط واعمق تعليق سمعته، وربما هو سر نجاح ثورة الشباب: «معقولة دول ناس ميعرفوش بعض ابدا وضحوا بأرواحهم عشان مصر وساعدوا بعض عشان مصريين». نعم.. احد اسرار نجاح ثورة «الورد اللي فتح في جناين مصر» انها لشباب – ميعرفوش بعض – وبلغة السياسة (ليس بينهم مصالح مشتركة)، الا ان ما جمع الشهيد خالد سعيد في الاسكندرية، ووائل غنيم الذي يعيش في دبي ولديه فيلا وحمام سباحة، هو حب مصر، والشعور بطغيان الظلم والفساد وكل الموبقات التي غرقت فيها مصر طوال قرابة 60 عاما، وطبعا ما كانت مشاعر المصريين في الداخل واخوانهم المقيمين في الخارج لتتفاعل وتتلاقى وتتلاقح منتجة «ثورة الشباب» لولا ان جمعتهم تكنولوجيا الاتصال الحديثة من: فيس بوك، وتويتر، وبي بي ام، وغيرها من ادوات اتصال الانترنت. وعلى ذكر الاتصال، لاشك ان قناة «الجزيرة» نجحت في استغلال «الغباء المطبق» للتلفزيون المصري في تغطية احداث الثورة، وانفردت تقريبا – الى جانب «العربية» و«بي بي سي» و«سي ان ان» - باهتمام المشاهدين المتابعين لاحداث الثورة، الا ان «الجزيرة» لم تنس ديدنها ودأبها في «تسميم العسل».. وكانت الجرعة هذه المرة كبيرة جدا، الا ان غرور القائمين على «الجزيرة» صور لهم انهم ساهموا في «صنع» الثورة، وخلخلة قواعد النظام، ونسوا انهم كانوا ينقلون ما يفعله الثوار، مع كثير من «السم» والشتائم والاتهامات والالفاظ الخارجة.. فقط. نعود الى «الثورة» التي اذاع المستشار محمد فؤاد نائب رئيس مجلس الدولة بيانها رقم (1) وكان أهم ما جاء فيه، وما ندعو المجلس الاعلى للقوات المسلحة الى سرعة دراسته، والعمل الفوري على تنفيذه هو: - الغاء حالة الطوارئ فورا. - الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين. - إنشاء مجلس حكم رئاسي انتقالي يضم خمسة اعضاء من بينهم شخصية عسكرية وأربعة رموز مدنية مشهود لهم بالوطنية ومتفق عليها، على الا يحق لأي عضو منهم الترشح لأول انتخابات رئاسية قادمة. - تشكيل جمعية تأسيسية أصلية لوضع دستور ديموقراطي جديد يتوافق مع اعرق الدساتير الديموقراطية والمواثيق الدولية لحقوق الانسان، يستفتي عليه الشعب خلال ثلاثة اشهر من اعلان تشكيل الجمعية. - اطلاق حرية تكوين الاحزاب على اسس مدنية وديموقراطية وسلمية. حسام فتحي [email protected] خبئ قصائدك القديمة كلها واكتب لمصر اليوم شعرا مثلها لا صمت بعد اليوم يفرض خوفه فاكتب سلاما نيل مصر وأهلها عيناك أجمل طفلتين تقرران بان هذا الخوف ماض وانتهى ويداك فدانان عشقٍ طارحٍ مازال وجهك في سَماهُ مؤَلَّها كانت تداعبنا الشوارع بالبرودة والصقيع ولم نفسر وقتها كنا ندفئ بعضنا في بعضنا ونراك تبتسمين ننسى بردها (مشهد رأسي من ميدان التحرير – هشام الجخ)