ينبغي على الفريق أحمد شفيق أن يلتزم بروح مصر الجديدة، وأن يشعر بالتغيير الذي حدث، وهو تغيير لن يعود أبدا إلى الوراء. لقد قال أمس إنه عرض وزارة الإعلام على عماد الدين أديب وهو جزء من موروث نظام مستبد بائد حتى لو ظهر في تعليقاته الفضائية في بعض أيام الثورة عكس ذلك. التزم أحمد شفيق قبل سقوط الفرعون الطاغية بأنه لن يعين رجل أعمال وزيرا، واحتفاظ وزير واحد من رجال الأعمال بمنصبه، إجراء مؤقت لحين استلام الملفات منهم كاملة، فكيف يعرض على رجل أعمال جديد له استثماراته الإعلامية وغيرها، وهو الزميل عماد الدين أديب منصب وزارة خلت منذ ساعات فقط من وزير حولها إلى مغارة علي بابا؟! عماد الدين أديب صديق لعدد من رجال الأعمال الذين سرقوا مصر وأفسدوها. نحن لا نتهمه بشيء، لكننا نرتاب أن يكون عضوا في حكومة ما بعد الثورة، حتى لو كانت حكومة تصريف أعمال مؤقتة. قرأنا أن عماد رفض أو أنه رأى ألا تكون هناك وزارة للإعلام. لكننا قرأنا أيضا أنه يفكر في الأمر من زاوية أن يكون آخر وزير لها بحيث يتم الغاؤها بعد الفترة الانتقالية. عماد من أسرة ارتبطت بعهد مبارك واستفادت منه. هو شخصيا كان مقربا منه وله حظوة وأولوية. شقيقه عمرو كذلك. لميس الحديدي زوجة عمرو هيمنت على برامج في التلفزيون وكثيرا ما حاورت جمال مبارك وقدمته باعتباره مفجر ثورة التحديث، ولعبت دورا رئيسيا في إعداد الرئيس مبارك لحملته الانتخابية الصورية عام 2005 ويقال إنها صاحبة فكرة ظهوره بدون ربطة عنق ليبدو شابا صغيرا! لا نريد من شفيق أن يتصرف كأنه في عالم آخر. مشكلة مبارك الكبيرة أنه كان مفصولا عن الشعب والشارع والأحداث حتى لحظة خطابه الأخير، فلماذا يمارس شفيق نفس الدور الانعزالي ويصر على الاستفراد بتعيينات كأنه أمام وليمة يوزع منها ما يشاء على أهل الحظوة والخطوة والنفوذ. يا سيد شفيق.. اعتبر وزارة الإعلام في حكم الملغاة. تلفزيون هابط المستوى لا يحتاج سوى إلى جهد المخلصين الواعين بالتغيير لانتشاله من قبره الذي دفنه فيه صفوت الشريف وأنس الفقي. [email protected]