كلما زادت حدة الطغيان.. وتجاوز الظلم مداه.. وتجبر الحكام على شعوبهم.. ظهرت حاجة الناس إلى العلماء الربانيين العاملين.. فهم ملح البلد.. وصمام أمنه.. ومركز الثقل فيه بحق.. والصدمة تكون هائلة عندما يأتي الخور والخذلان.. ممن كنا نرجو نصرتهم ونجدتهم.. فهذه المواقف هي التي ينتظرها الناس من العلماء. ومازالت كلمة الإمام أحمد رحمه الله: (إذا سكت العالم تقيةً وتكلم الجاهل بجهله.. فمتى يظهر الحق؟), تدوي في الآفاق مزلزلة عرش الجبناء المتخاذلين.. ممن باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم, فسلطة العلماء ومكانتهم وهيبتهم هي الباقية والمستمرة.. لأنها سلطة مستمدة من شرف العلم.. وأمانة الدين. فأين هؤلاء المبتدعة من علماء السلطان الذين ألبوا الفتن على الأمة قديما.. وأغروا السلطان بالإمام أحمد.. بل أين ذكرهم؟!! لقد لفظهم التاريخ.. كما لفظتهم الشعوب الواعية التي تدرك قيمة العالم وقدره. فالتفت حول الإمام أحمد.. بل التفت حقيقة حول نفسها ودينها وعزيمتها.. وكانوا فقط يحتاجون لمن يشعل لهم السراج.. ويفتح لهم الآفاق.. فحفظت العقائد.. وصار أحمد بن حنبل إماما ً.. وصار المتساقطون في مزابل التاريخ. ونرى تلك الحملة الشعواء ممن ينتسبون للشريعة زورا وبهتانا،وهم يصنعون فرعونا جديدا،بل تجاوز الأمر أن نصبوا منه رسولا،أو إلها. مما يؤذن بعودة مسيلمة الكذاب وسجاح والأسود العنسي من جديد!!! فكيف لرجل يعمل أستاذا للفقه المقارن يصف بعض الساسة بأنبياء الله،فكيف يفعل عوام الناس،إذا كان العلماء يفعلون ذلك،وانتبه جيدا لما قاله الدكتور سعد الهلالي:(إن الله قيد للمصريين من يقف فى مواجهتهم لكي يحقق أن يكون الدين لله كما أمر الله، وأرسل الله رجلين كما أرسل من قبل موسى وهارون، وما كان لأحد من المصريين أن يتخيل أن هؤلاء من رسل الله عز وجل، السيسى ومحمد إبراهيم). فهل وصل النفاق والممالأة للسلطان إلى الطعن في ثوابت الدين،حتى خرج علينا أحد الدجالين بقرآن جديد يمجد في المنقذ الجديد. بل يخرج علينا مسيلمة الشاعر ليبشر المصريين بقرب النبوءة: لكأنك النار التي.. ظلت تموسق جمرها كي تمطر الموتى، فيشتعل الفلكْ عشنا نخبئك القرون، ونلف سرك بالشغاف يا كم قصصنا للصغار حكايتكْ.. يا كم كتبنا في احتلاك مسائنا: «حتما تجيء»: نورا يزغرد في الحَلكْ فتزفنا خضرا إلى أسمائنا الأولى وتفك أسر أميرتكْ يا سيدي الخفق لكْ والعزف لكْ خذنا معكْ فنساؤنا حبلى بنجمك في الفلكْ. سبحان من قد عدّلكْ ورجالهم حاضوا، فما خاضوا ساساتهم ساسوا فما استاسوا وحكيمهم رجِفٌ ان شاء عانق خزيهُ أو شاء ضاجعه الملكْ لا تبتئس ان كنت قد ناديتهم فوجدتهم خِرقا تمسِّح وجه خيبتهم هذا يدبج شجبهُ وتلف لحيته الخرق ليمرّ من نفق إلى نفقْ ويعود يستبق القلقْ هذا يقاتله الخنوع فينحني في كبرياء! ويظن خدْعته السبقْ! خذنا معكْ والله يسكن خفقنا والله يعرف أننا عشنا نخبئك القرون ونلف سرّك بالشغاف حتى أجاب الله دعوة ثاكلة فاستطلعكْ. أفيرضى الأحرار الشرفاء من المصريين هذا على أعراضهم وكرامتهم؟!! ويخرج علينا نجم الفضائيات مظهر شاهين يفتي بوجوب تطليق الزوجة الإخوانية على مذهب مسيلمة وأبي جهل وابن سلول. وتخرج علينا فقيهة مسيلمة وخليفة أم أنمار سعاد صالح التي قالت - فض الله فاهها- (الإسلام أباح الزواج من اليهودية والمسيحية، لأنهما لا يحضان على تكفير وقتال المسلمين مثلما تفعل نساء جماعة الإخوان). وما افتراءات علي جمعة وقاموس البذاءات المتدفق على لسانه ضد الشرفاء من المصريين منا ببعيد. وأظن أن زمن مسيلمة الجديد أكثر ازدحاما بمدعي العلم والفضيلة،فتصاغر مسيلمة الأول أمام كذبهم ودجلهم ونفاقهم.