بدأت الدول الأوربية والغربية فى مراجعة مواقفها من موضوع الرسومات الكاريكاتيرية المسيئة للإسلام بعد موجة الغضب العارمة التى اجتاحت الدول العربية والإسلامية وحتى الجاليات الإسلامية فى هذه الدول . وتوالت رسائل وزراء خارجية الدول الغربية والاوربية على السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية تعبر عن الأسف لما نشر ورأه الكثير من المسلمين وغير المسلمين كاعتداء، والدعوة لاحترام التنوع الثقافى والدينى والعمل على الاحترام والفهم المتبادل من خلال الحوار المفتوح والتفاعل السلمى . وقد بدأت تظهر بوادر الانفراجة فى العلاقات الغربية الإسلامية فى الخطاب الذى بعث به وزير خارجية كندا للسيد أبو الغيط وأوضح فيه أنه أصدر بيانا يوم 8 من فبراير الماضى عبر فيه عن الأسف لما نشر ورآه المسلمين كاعتداء عليهم وأن كان قد أدان أعمال العنف التى وقعت فى بعض الأماكن فى العالم مع إعادة الإعراب عن وجهه النظر التى تقضى بأن حرية التعبير تعد حجر زاوية لديمقراطيات الغرب مع الدعوة لاحترام التنوع الثقافى والدينى. وأكد الوزير الكندى أن بلاده ستستمر فى العمل مع التجمعات ذات المعتقدات فى الداخل والخارج لتحسين الاحترام والفهم المتبادل من خلال الحوار المفتوح والتفاعل السلمى . ومن نتائج هذه الأزمة أيضا بدأ تفهم الدول الغربية أسباب الثورة العارمة التى شملت كافة الدول الإسلامية والعربية بكافة عقائد سكانها سواء مسلمين أو مسيحيين لتمسكهم باحترام دياناتهم ورموز هذه الديانات الإسلامية والمسيحية . وقد برز هذا الفهم فى الرسالة التى بعثت بها وزيرة خارجية النمسا الى وزير الخارجية أحمد أبو الغيط وأكدت فيها أنهم يأخذون قلق المسلمين على محمل الجدية وأن النمسا بوصفها الرئاسة الحالية للاتحاد الأوربى قد أثارت هذا الموضوع فى اجتماع المجلس الدائم لمنظمة الامن والتعاون الأوربى فى الاجتماع الأخير حيث أشارت الى الاهمية التى يولونها لاحترام المشاعر الدينية والإيمان بأن الحوار أفضل الوسائل للترويج للاحترام المتبادل ولاقامة الجسور ولتفادى سوء الفهم . واقترحت الوزيرة اتخاذ خطوات ملموسة مع الشركاء فى منظمة المؤتمر الإسلامى والجامعة العربية مشيرة إلى مؤتمر الائمه الأوربية المقرر عقده فى هذا الشهر ابريل فى فيينا بالإضافة الى استعداد بلادها لاستضافة اجتماع لمجموعة رفيعة المستوى لتحالف الحضارات فى نهاية شهر مايو المقبل فى فيينا مع العمل مع شركائها فى الاتحاد الأوربى لتنشيط الحوار والفهم المتبادل والاحترام من خلال الاليات القائمة بما فى ذلك عملية برشلونه ومؤسسة "اناليند" لتدعيم التسامح والاحترام للاديان والمعتقدات . كما برز هذا التوجه الغربى والاوربى كذلك فى الرسالة التى بعث بها وزير خارجية هولندا لوزير الخارجية ابوالغيط واكد فيها انه اذا كانت حرية التعبير قيمة عالمية تعتمد عليها الكثير من المجتمعات فإن هناك بعض الضوابط التى تحكم تلك الحرية.