دعت والدة خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس أنور السادات جموع المحتجيم المعتصمين بميدان التحرير إلى عدم فض اعتصامهم ومغادرة الميدان قبل الاستجابة لمطالبهم برحيل الرئيس حسني مبارك عن الحكم ومحاسبة أعوانه، قائلة لهم: "أرجوكم لاتتركوا الميدان وانتقموا لكل أرواح الشهداء الذين بذلوا دمائهم في سبيل حرية الشعب المصري". وقالت السيدة البالغة من العمر 85 عاما والتي اشتهرت في أوسط التيار الإسلامي بلقب خنساء القرن العشرين، إنها منذ اندلاع ثورة المصريين وهي تشعر بنشاط وحيوية شابة في العشرين وإنه لم يعد هناك أمل تريده من الحياة سوى متابعة محاكمة كل رموز نظام مبارك على أيدي شباب الميدان. وألهبت السيدة قدرية والدة خالد الإسلامبولي حماس المعتصمين بعد انضمامها إليهم بالميدان على كرسي متحرك حمله عدد من أفراد الجماعة الإسلامية الذين أعلنوا تأييدهم لثورة الشباب. ووجهت رسالة قوية للمعتصمين عبر مكبرات الصوت المنتشرة بميدان التحرير حثتهم فيها على الصبر والانتقام لكل الشهداء الذين قتلهم نظام الرئيس مبارك، وتوجهت لهم قائلة: "انزعوا الخوف من صدوركم وكونوا على قناعة من أنه لن يصيبكم إلا ما كتب الله لكم حتى لو أطلقوا عليكم كل رصاص الدنيا وأنا مثال حي على ذلك فقد خرجت من وسط القنابل والرصاص والمدافع حية لأكون بينكم اليوم". وتابعت "إنها للمرة الأولى تشاهد مصر بمسيحييها ومسلميها مجتمعين على هدف واحد بمثل هذه الصورة، وأن صحوة الشعب المصرى جاءت لتغسل دموع أمهات الشهداء والثكالى في وقت كان اليأس قد تملك فيه الجميع". وأضافت أنها على يقين من أن ابنها شهيد، وأنها ترى في كل شاب مشارك في المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس مبارك ابنا لها، ورأت أن هؤلاء المحتجين ينتقمون لأرواح شهداء العقود الثلاثة الماضية. وفور الانتهاء من كلمتها تزاحم عشرات من الشباب حولها محاولين تقبيل رأسها بينما ردد آخرون الهتافات التى تؤكد على الانتقام لشهداء الثورة المصرية.