تحية اعزاز واجلال الى ثورة شباب مصر المجيده , ثورة 25 يناير , ولكن أخشى على الثوره من الجهل والجهلاء, المستكينين والانتهازيين من رؤس الأحزاب الكرتونيه والجماعات المتردده هنا وهناك. أنها ثوره بمعنى الكلمه, فهى ستغير وجه مصر وكذا العالم العربى والاسلامى والأفريقى. أنها موجه من ثورات الشعوب ضد طغاة الداخل , ابناء الوطن المسعورين بحب الاستئثار بالمال والسلطه وتجويع شعب بأكمله. أكتب هذه المقاله ردا على الروح الانهزاميه التى بدأ البعض ينشرها بدفع من الجهاز الاعلامى للنظام. البعض يشكو انه لايستطيع ان يجد الخبز والأخر لايجد انبوبة البوتجاز واخر يشكو من زيادة اسعار الخضر. وهناك 17 مليون مصرى اجير يوميه , يعنى بيأكل يومه بدخل يومه , وأخر ليس له دخل سوى مرتبه , والسيد الصراف واقف الصرف حتى تهتف وتمجد الفرعون. وأخر يقبل ان يؤجر بمئه جنيه او بألف جنيه حسبما كان ماشى حافى او يركب حصان او جمل ليدهس ويقتل الأطفال والشيوخ والشباب والنساء , كيف يجهل هؤلاء انه يقتل اخيه او اخته ببضع جنيهات. فللأسف الشديد حول النظام المصريين على مدى ثلاثة عقود الى قطيع يتحكم هو فى قوته ويومه وعمله ونفسه وحياته. هذه هى المأساه , ان يستطيع صعلوك مثل عز ان يتحكم فى بنائنا وصعلوك كالفقى فى اعلامنا فيبث الرعب فى قلوب 72 مليون مصرى فى بيوتهم لانه قطع عنهم جميع القنوات والاتصلات ولم يسمح لهم الا برؤية قنواته ولايسمح لهم بفهم شئ الا ما يبسه نظامه , اما انا والا فنا. هذه هى الماساه ان ضحلت عقولنا وضاق فكرنا وصدورنا بمن يضحون من اجل بناء حياه كريمه لمستقبل أبنائنا. فتحية للثمانية ملايين مصرى ومصريه الذين خرجوا يوم 25 يناير ويخرجون مع كل نداء بالملايين. والتحيه الكبرى للشباب والشابات المعتصمون بميدان التحرير ليل نهار وارواحهم على اكفهم لبناء مستقبل افضل للأجيال القادمه. فالمعتصمون بالميدان هم الشعله التى تحرك الملايين الثمانيه وأرجوا ان ياتى اليوم التى تتحرك فيه هذه الجثه الهامده فى البيوت من السبعون مليون الباقيه. لانطلب من السبعين مليون الخروج بل عدم الخوف والثقه فى هؤلاء الشباب ودعمهم بالغالى والنفيس لتتم ثورتهم البيضاء فتزيح الديكاتوريه والفسده والمفسدين. يريدون منكم الصبر والدعم , لأن ألاعيب النظام بلا نهايه , وقتاله ضارى لوئد الثوره , وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ. لانطلب من السبعين مليون ان يخرجوا فالملايين الثمانيه او الثلاثه اكثر من كافيه , وليس كما يدعى بعض فككة النظام بأن 8 ملايين مش كفايه لان 72 لم يقررون بعد, هذا سفه , فثورات اوربا الشرقيه لم تتعد مئات الآلاف , وثوره الأخ مارتن لوثر كنج هنا فى أمريكا عام 1968 لم تتعدى مظاهرته 200 الف وتعداد امريكا وقتها يتعدى 200 مليون , وقد غيرت هذه الثوره وجه أمريكا المعاصره فى اعطاء كامل الحقوق المدنيه للآخوه السود وجاء اليوم الذى أصبح فيه رئيس أمريكا منهم. لم يكن يتخيل ألأخ مارتن أن أحد ابناء جلدته سيحكم امريكا. أقوال لجهلاء السلطان ان 200 الف تكفى لايصال الرساله ولكن نحن تحكمنا عصابه غبيه لاتسمع ولا ترى. لقد اوصلنا النظام وعلى مدى عقود أن يكون اكبر أمانينا أن يوفر لنا الخبز وانبوبة البوتجاز وان لاتكون لنا عقول نفكر فيستخف بنا اعلام مسطح. يصعب على الانسان المصرى الذى حرمه النظام من الحياه الكريمه, ففى كل بلاد الدنيا ينام الناس فى أمان ويستيقظون فى أمان , يأكلون اكل صحى غير مسرطن او مغشوش او مسموم , يؤدون اعمالهم دون سيطرت ارباب العمل او تهديدهم بحرمانهم من رواتبهم لانهم لايجرؤون على مجرد التفكير فى ذلك لأنها جريمه. ان كل شعوب العالم تتمتع بابسط حقوق الانسان فى العمل والأكل والشرب وممارسة الرياضه والقراءه , وممارسه السياسه والفكر والفن والادب ,الخ. المشكله اننى وجدت ان شعبنا الطيب يجهل الكثير من حقوقه الاساسيه, حتى اشعره النظام ان راتبه ولقمته منحه من الفرعون , يجب ان يسبح بحمده , أعوذ بالله . ان ما اراه اليوم من هذا النظام هو حصار الشعب المصرى يماثل حصاره لشعب غزه مع الفارق. اننا بحاجه لبناء الأنسان المصرى واعادة الثقه الى نفسه , بحاجه الى ازاله الخوف والرعب من النفوس , القضاء على الأميه والجهل المتفشيه فى قطاع كبير من الشعب. ان بذرة بناء مصر موجودة ألأن بميدان التحرير , هؤلاء الشباب , يجب ان يبدأ بناء مصر بهم , فهم يمثلون النقاء , عنونهم , الثوره البيضاء بميدان الشهداء. مصر مليئه بعباقره وعلماء فى كل المجالات , فتخيل معى مصر يحكمها ابنائها الشرفاء فى كل مكان ومجال , فلامقارنه بما قد يقدمه الأستاذ حمدى قنديل وأمثاله ليقود الاعلام وما فعله الفقى من كذب ونفاق وفساد فى جهازنا الاعلامى ,, او ما قد يقدمه استاذنا الدكتور زويل لقطاع التعليم والجامعات مقارنه بهلال وبدر , فامثال الدكتور زويل والمستشار البشرى والدكتور الباز والدكتور غنيم , وغيرهم كثر بالداخل والخارج يمكنهم قيادة مصر ولن تعمها الفوضى ابدا يا جهله يا فسده ,وكذا سنجد فى الاقتصاد والتجاره والعماره والتخطيط والاوقاف والعدل والداخليه والخارجيه, وما ادراك ما الخارجيه, فقيل يا بابا علمنى الهيافه , فقال له دى سهله لاتحتاج لمعلومات خارجيه ولادياولو , تعالى فى الفارغه وتصدر. ان الثوره بحاجه الى تكاتف ودعم كل قوى الشعب بعلمائها ومثقفيها , بأغنيائها وبسطائها , بمسيحيها ومسلميها ,بفلاحيها وعمالها , بشبابها وشيوخها لتوحيد الصف وتوعية الشعب بعد ان حول النظام مصر شعبها الى جموع يسهل السيطره على لقمة عيشها. لقد حول النظام مصر الى مركزيه قميئه بتجميع كل سلطات الدوله فى يد شخص واحد , هو من يعين كل القيادات , هو من يسن القوانين , هو من يمنح ويمنع , انه الفرعون. اننى احذر ان الثوره تتعرض لاجهاض من الداخل بماكينه اعلاميه رهيبه , ورجال أعمال فسده و نظام ديكتاتورى وجهاز امنى بشع بتفرقة قيادة الثوره والمعارضه وتزمر الشعب , فيجب ان تبقى الثوره على زغمها وجديتها دون هزل او تخازل ويجب ان تتطور وبسرعه دون تباطئ , لان النظام يلعب على عامل الوقت والتفتيت , لايجب ان تطالب بتنحى الرئيس فقط بل تغيير النظام كله بكل رموزه ومؤساساته تغييرا كليا وشاملا. وان تصدر مطالب الثوره واضحه , من تنحى الرئيس , الغاء قانون الطوارئ والقوانين المقيده للحريات و وضع دستور وطنى متكامل , اطلاق حريه تكوين الأحزاب وتفعيل النقابات والمنظمات الأهليه , حرية الأعلام , الخ مما اعلنته معظم القوى الوطنيه. الأهم والأخطروهو ما بات واضحا الأن , ان الثوره تتعرض للاجهاض من الخارج من خلال المنظمات الصهيونيه باوربا وأمريكا التى دفعت بالدبلماسيه الأوربيه وألامريكيه دفعا لدعم النظام المصرى ضد شعبه بكل السبل لضمن بقاءه بأى ثمن وهذا هو الخطر الداهم على الثوره ولن يقاوم هذه الهجمه الرهيبه سوى صمود هؤلاء الأبطال فى ميدان التحرير , ارجوكم و ارجوكم يا شرفاء هذا الوطن , انقذوا هذه الثوره ومطالبها دون تنازل او تخازل فبنجاحها ستحى مصر عزيزه قويه , وبفشلها لقدر الله ستموت مصر ولأجيال , أفهموها جيدا , انه ليس عناد الرئيس فقط , بل عناد الغرب بدفع من الصهيونيه العالميه لبقاء الديكتاتوريات الحاكمه بالعالم العربى الى الأبد. يارب أنصر هؤلاء الأبطال , هؤلاء الثوار , يارب حقق حلم المصريين فى وطن حر وحياه كريمه ينعم فيها جميع المصريين بالأمن والآمان , فأنت قريب مجيب الدعاء , يارب العالمين. استاذ العماره والتخطيط البيئ بالولايات المتحدهالأمريكيه.