(1) إن كانت مصر ( أم الدنيا ) .. فهي من باب أولى أم للعرب جميعا . وأي عربي لا يحب مصر فتأكدوا أن في قلبه خلل ما .. وأي عربي يكرهها فتأكدوا أنه أبن عاق ! (2) عودوا لطفولتكم أيها العرب : أول طبيب عالجكم .. مصري . أول معلم درسكم .. مصري . أول كتاب قرأتموه .. كتبه مصري وطبعته مطبعة مصرية . أول حركات التنوير .. كانت تأتي من مصر . أول الثورات .. مصرية . أول الشهداء .. مصريون . وأنا أحب مصر بكل ما فيها : من غلابا ، وأناس طيبون ، وفقراء .. رغم أنهم يعيشون في المقابر يعرفون كيف يضحكون ويؤلفون النكات . أحبها : بعلمائها ، ومثقفيها ، ودعاتها ، وفنانيها ... ولا تقولوا لي : لا يجتمع في قلب مؤمن حب ( مجدي غنيم ) و ( محمد منير ) ! لأنني أعلم بقلبي منكم . (3) إنها مصر التي استطاعت أن تُصدّر لنا ( لهجتها ) كأنها لغة ثانية لنا .. وهي تخبأ روحها الحلوة في لهجتها . إنها مصر التي تشعرك من أول لقاء : " كأنها وحده من العيلة " .. مصر التي تدخلها كأنك تدخل بيتك . (4) كتبت سابقا ً : إذا غنّت مصر .. رقص العرب . وإذا أنجبت " عمرو دياب " ستجد له نسخة في كل عاصمة ! وإذا غنى " عبد الحليم " – خليّ السلاح صاحي – اخرج العرب كل بواريدهم العصملية من مخازنها ! وصار رمي اليهود في البحر خيارا استراتيجيا ً لكل العرب . أما إن جنحت للسلم ، فأعلم أنه – حتى مقديشو – سيصبح السلام خيارها ( وبطيخها ) الاستراتيجي ! إنها مصر : إذا " تحجبت " سيصبح " الحجاب " أكثر الأزياء رواجا ً وإذا أطلقت لحيتها فسيقل عدد الحلاقين من طنجة إلى ظفار وإذا خرجت للشارع وهي تحمل بيدها قنبلة وساطورا .. فأعلم أنك سترى هذا المشهد بعد سنة ، سنتين ، عشرا .. في شوارع أخرى . و : إنها مصر .. البهيّة .. الولاّدة : تنام ، ولكنها لا تموت . (5) يا رب النيل .. أحفظ بلاد النيل والمواويل من الجفاف . يا رب الغلابا .. أحفظ الغلابا من الطغاة . يا رب الأحرار .. أحفظهم من الرصاص الحيّ والمطاطيّ ! يا رب مصر .. أحفظ لنا أمنا مصر . (6) يقول خبراء الزلازل : أي هزة تصيب القاهرة .. فأعلم إن عددا من الهزات الارتدادية سيصل مداها إلى عواصم عربية أخرى . * العنوان لشاعر العاميّة الكبير / سيد حجاب . [email protected]