لم يعد السؤال ما إذا كان المشير عبد الفتاح السيسي سيرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.. لأن الإجابة باتت محسومة بشكل لا يقبل تعدد القراءات والتأويلات. السؤال المطروح على أنصاره، يتعلق ب"تخريجة" نقل السلطة إليه، صحيح أنه ستجرى انتخابات، ولكن الأنصار يخشون الفوز ب"التزكية".. أو وجود مرشحين "كومبارس" لاستكمال "الديكور" الانتخابي.. لأن ذلك، سيعني أنه جاء إلى السلطة عبر انتخابات "عبثية" وبالتالي ستكون شرعيته مجروحة إلى حد كبير. ويبدو أن القلق من هذا السيناريو، قد تسرب إلى فريق العمل القريب من السيسي، إذ بدأ إعلاميون مؤيدون للجيش، في انتقاد حفلات المديح اليومية له .. فيما يعتبر تحولا مفاجئا، إذ أن ذات الإعلاميين كانوا هم أنفسهم منذ أيام قليلة في صدارة المداحين، وفي صدارة الجماعات التي تعمل ليل نهار، على إخلاء الساحة له! ليفوز بالمنصب بلا متاعب! وفي مفاجأة أخرى، تعكس القلق من إرساء انطباع لدى الرأي العام، بوجود لاعب واحد فقط في السباق الرئاسي، قدمت فضائية الحياة المؤيدة للجيش، مساء أمس 2/2/2014، ما وصفته ب"المرشح المحتمل"للرئاسة، وقالت إنه يحمل درجة الدكتوراه!.. غير أن "المرشح" من اسمه بدا محض شخصية استدعيت من الظل وخارج دوائر النجوم السياسيين المعروفين.. ما يعكس حساسية الإعلام المؤيد للجيش، من استضافة من قد يكون "ندا" قد يخصم من رصيد مرشح المؤسسة العسكرية غير أن الخطوة، تشير إلى أن ثمة اتجاها لتخفيف "هوس" الدعاية المجانية للسيسي، والتي وصلت إلى ألواح الشيكولاتة والفانيلات.. وتغطي حاليا جدران البيوت والمباني في المدن والقرى والنجوع، حتى في سلسلة المقابر الموحشة، التي تشق قلب القاهرة، وتكتظ بعائلات بلا مأوى وتجاهلتهم الحكومات المتعاقبة. كل التكهنات تقطع بأن السيسي بات رئيسا للبلاد فعلا، ليس فقط لغياب "المنافس" الذي يضاهيه في "السند الجيش".. وإنما أيضا للمصادرة على أية دعاية إلا إذا كانت في صالحه، والاستسلام الجماعي له، بمن فيهم مرشحون كانوا ملء السمع والبصر في الانتخابات الأخيرة التي جاءت بمرشح إسلامي إلى السلطة.. فوز السيسي "السهل" على هذا النحو، لن يحل المشكلة، لا في الداخل الذي بدأ "يتذمر" من هذا التطرف "الفج" في الدعاية الواسعة في كل وسائل الإعلام الرسمي والخاص.. ولا في الخارج الذي لم يقنعه الاستحقاق الدستوري الأخير، بتأسيس شرعية تعويضية، لطي صفحة رئيس منتخب أقصاه الجيش من السلطة بالقوة. لا نريد أن نقول ما قالته "فايننشال تايمز" بأن في مصر حالة من "الاضطراب العقلي الجماعي".. ولكن ننبه إلى أن البلد مشغولة ب"المستقبل السياسي" لشخص، أكثر من انشغالها بمستقبل البلد نفسه.. وهذا هو المنزلق الخطر الذي ربما نتكلم عنه تفصيلا في مقال لاحق. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.