من الصعوبة أن يعتقد البعض بأن بعض اللافتات ، مع كام مقال في الجرايد، على كام أغنية في التليفزيون والفضائيات أن يحدث كل ذلك نوع من التهدئة بين مسلمي مصر وأقباطها . على الرغم من إنني لا أستبعد أن يخرج علينا أحد السفهاء ذات يوم مطالباً بتغيير النسر من العلم المصري إلى الهلال والصليب ، وإمعاناً في تطييب الخواطر فلا بأس من تغيير إسم جمهورية مصر العربية إلى جمهورية مصر الإسلاموقبطية . وفي الحقيقة ومثلي الكثيرون الذين يرغبون في معرفة سبب هذا التراخي من قبل الدولة الهشة ، تجاه استفزازات كان يجب التعامل معها بحزم من البداية ، وإن كان مازال هناك فرصة أخيرة للتحكم بزمام الأمور قبل أن نفاجأ بعواقب وخيمة . لقد قرأت خبرين متشابهين نصاً ولكن المصدر مختلف ، حيث كان الخبر الأول يقول " إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يبدي قلقه على المسيحيين في الشرق الأوسط " ، وأما الخبر الثاني فيقول " إن الرئيس الفرنسي ساركوزي قلق بشان أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط " . لاحظ أن القلق يشمل الشرق الاوسط، وبعد فترة وجيزة سوف تبدي أمريكا والإتحاد الأوروبي قلقها على المسيحيين في مصر ، ومن ثم تدين تلك الجهات مصر بسبب المسيحيين ، وهكذا إلى إن نصل إلى ما الله به أعلم . وقد لا يدرك بعض المتواطئين هذه الأبعاد لعملية فرزنة الشعب المصري وتصنيفه حسب الديانة . فمن المعلوم للجميع أن تلك العمليات القذرة والسيارات المفخخة هي فكر مستورد ، حتى في ذروة العمليات التفجيرية التي كانت تتم في التسعينيات من القرن الماضي ، لم نسمع بمثل هذه التفجيرات . والأشد غرابة إنسياق الجهات الأمنية خلف أوهام لا أساس لها من الصحة ، والقبض على أبرياء ، بل والتعذيب لدرجة الموت أحياناً . على الرغم من الإنذار الغريب الذي أطلقته القاعدة أواخر العام الماضي ، إلا أن القيادات الأمنية لم تتخذ ما يكفي من الحيطة والحذر لتأمين أماكن العبادة ، لتلاشي مثل هذه الأعمال الإجرامية . خلاصة القول هناك إتجاه للطبطبه والمسكنات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، سواء كانت بالهتافات أو الشعارات او حتى الأغنيات . أما الإتجاه الآخر فهو الحل الجذري بإستئصال الورم الخبيث من جذوره ، وأقصد بهم رؤوس الفتنة ، وهم معروفين وبالإسم ، والعودة بالمصريين مسلمين وأقباط إلى أيام المواطنه الحقيقية ، حينما كانت المواطنة معاني وافعال ، وليست كلمة تلوكها الألسن – وبالمناسبة لم يكن يعلم أحد تلك المصطلحات الرنانة – وإنما كان بداخلنا معنى جميل كما علمنا إسلامنا هو الإحسان إلى الجار ،وكما قال رسولنا الكريم صلوات ربي وتسليماته عليه " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره " .. أو كما قال صلى الله عليه وسلم . م.هلال حسن حلبي الشركة السعودية للكهرباء – الخبر المملكة العربية السعودية