قال حمدي قنديل أن الكثير من الإعلاميين يمارسون دور الزعامة على الشاشات الفضائية، ويرون أنهم الأكثر دراية بالأمور ويقتنعون تماماً أن ما يقولونه هو الشيء الصحيح دائماً، مشيراً إلى أنه يفقتد الصوت الهادئ والعاقل. وأكد قنديل على أن الانحياز لقضية معينة شيء ضروري من قبل الإعلامي والتجاوب مع الأحداث أمر مهم، وقال أفتقد المذيع المُجتهد الدارس للمادة الإعلامية، والذي يقدمها بإتزان وبدون انفعال زائد، مشيداً بالإعلامي شريف عامر، وقال أنه واحداً من هذه الفئة التي تدرس ما يقدمه أولا. ووصف حمدي قنديل عرض المكالمات المسربة بأنها انتهاك للخصوصية، وقال إذا كانت تتناول شخصيات عامة فمن حقنا أن نذيعها، ولكن إذا كانت تُعرض على أنها تهمة فهنا ليس مجالها الإعلام، ولكن النيابة. وإعتبر قنديل أن أكبر خطأ إرتكبه شباب ثورة 25 يناير هو ترك الميدان، والاتجاه إلى تكوين تحالفات كثيرة أدت إلى الانقسام والتشرذم، مشيراً إلى أن الكبار يتحملون أيضا جزءاً من فشل الثورة في تحقيق أهدافها بعزوفهم عن تحمل المسؤولية. وأعرب قنديل، عن استيائه من الحالة التي وصل إليها بعض شباب الثورة، قائلاً: «ثورة 25 يناير أكلت أبنائها»، مضيفًا أنهم أخطأوا حينما تركوا الميدان مبكرًا وانشغلوا بتشكيل الائتلافات والظهور الإعلامي، قائلاً: «الجيل الصغير أخطأ حينما انقسم، والجيل الكبير أخطأ حينما رفض تحمل المسؤولية»، موضحًا أن هناك أسماء عديدة طلب منها تولي مناصب بالدولة بعد الثورة، لكنها رفضت، مثل الدكتور محمد غنيم، والدكتور عبد الجليل مصطفى، وشخصه، موضحًا: «طُلب مني أن أتولى رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون أكثر من مرة، لكني رفضت»، حسب قوله. وبالرغم من اعترافه بأنه أخطأ حينما صدّق الرئيس المعزول محمد مرسي، وانضم إلى جبهة دعمه، في المشهد الشهير إعلاميًا باجتماع «فيرمونت»، إلا أنه صرح بأنه لو عاد به الزمن مرة أخرى سيشارك به، قائلاً: «لو تكررت هذه التجربة مرة أخرى سأخوضها»، مضيفًا أنه وضع وقتها في خيار صعب للغاية، على حد وصفه. وعن توقعاته للمستقبل السياسي لجماعة الإخوان، أشار قنديل، إلى أنه لا يتوقع أن يكون الإخوان جزءًا من المشهد السياسي الحالي أو في المستقبل، قائلاً: «المصالحة مع جماعة الإخوان غير واردة خلال السنوات القليلة القادمة»، مضيفًا أن الجماعة لا يمكن قبولها سياسيًا أو حتى شعبيًا إلا بعد اعترافها بأخطائها وتقديم الاعتذار. وعن رأيه في الدعوات التي تطالب الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، قال قنديل، إنه لا يفضل ترشح السيسي للانتخابات، مبررًا موقفه هذا بأن مصر خلال هذه المرحلة تحتاج إلى رئيس مدني، مضيفًا أيضًا: «لابد أن يبتعد الجيش عن الصراع السياسي الحالي»، حسب قوله.