خرج التونسيون من بيوتهم إلى شوارع وطن بدا مختلفا بعد أن شاهدوا رئيسهم على شاشات التلفزيون أمس الخميس وهو يحدد موعدا لتنحيه عن الرئاسة. فقد أعلن الرئيس زين العابدين بن علي الذي رأس تونس لأكثر من 23 عاما تحت ضغط من أسابيع من الاضطرابات في خطاب تلفزيوني مشحون انه لن يخوض انتخابات الرئاسة عام 2014 كما أمر الشرطة بالامتناع عن إطلاق النار على المحتجين ووعد بتحرير وسائل الإعلام. وأخذ التونسيون الذين كانوا يئنون تحت القيود التي فرضتها إدارته على الحريات المدنية يلوحون بالإعلام ويرقصون ويطلقون أبواق السيارات ويرددون النشيد الوطني. وفي حي لافايات -منطقة التسوق الرئيسية بالعاصمة- حيث أطلقت الشرطة التونسية قبل ساعات النار على محتجين تجاهل مئات من الناس حظر التجول ونزلوا الى الشوارع بعد انتهاء كلمة بن علي. وقال محمد علي في منطقة لافايت "لم نتوقع هذا الخطاب. أهم شيء الحرية الحرية الحرية". وقالت سونيا عياري وكانت من المحتفلين في الشوارع "نحيي شجاعة بن علي حتى لو جاءت متأخرة." وفي حي العمران على مشارف العاصمة التونسية تدفقت النساء على الشوارع في تجاهل لحظر التجول الذي فرض قبل يوم وهن يهتفن "يعيش بن علي". حتى في مدن وبلدات الأقاليم الفقيرة التي كانت بؤرة حركة الاحتجاج حيث أطلقت الشرطة النار على العشرات خلال اشتباكات مع المحتجين كان عدد كبير من الناس -وان لم يكن كلهم- مبتهجين. وقال إسماعيل صميدة وهو نشط نقابي في بلدة تطاوين : "بعد يوم من أعمال العنف كل شيء تبدل.. لم يبق الآن سوى البهجة. خرج نحو 4000 شخص ليقولوا للرئيس شكرا".