يصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم إلى منتجع شرم الشيخ، لإجراء مباحثات مع الرئيس حسني مبارك حول سبل إحياء عملية السلام، بعد أن توقفت في مطلع أكتوبر الماضي بعد رفضه تمديد وقف البناء بالمستوطنات. يأتي ذلك فيما كان قد حمل مبارك في الشهر الماضي إسرائيل مسئولية انهيار مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، داعيا المجتمع الدولي وخاصة الولاياتالمتحدة الى تحرك "جاد وفعال". وتجيء زيارة نتنياهو إلى مصر بعد الكشف منذ أسبوعين عن شبكة تجسس في مصر تعمل لحساب المخابرات الإسرائيلية، "الموساد" متهم فيها ثلاثة هم مصري محبوس على ذمة التحقيقات وإسرائيليان هاربان. ومن غير المرجح أن تتطرق المباحثات إلى الكشف عن شبكة التجسس. واستبعدت مصادر دبلوماسية أن تتطرق القمة لتفكيك مصر شبكة التجسس إسرائيلية، وقالت إن هذا الأمر لن يبحث من قريب أو بعيد. كما تأتي الزيارة في الوقت الذي تلاحق فيه إسرائيل اتهامات بالوقوف وراء حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة رأس السنة، وهي الاتهامات التي تم ربطها باكتشاف شبكة التجسس. وكان نتنياهو أجرى السبت اتصالا هاتفيا مع مبارك لتعزيته مبديًا "صدمته العميقة" إزاء الهجوم الذي أودى بحياة 23 شخصًا وإصابة أكثر من 90 آخرين، بحسب بيان صدر عن مكتبه. ويعول رئيس الوزراء الإسرائيلي على دور مصري لإقناع الفلسطينيين بالعودة إلى مائدة المفاوضات، وقد يعرض على الرئيس مبارك تصورا لإقناع الفلسطينيين بالعودة إلى المفاوضات. يأتي هذا في محاولة لاجتياز المشاكل التي يواجهها ائتلافه الحكومي، بعد تهديد حزب "العمل" بالانسحاب من الحكومة، وتوجيه انتقادات لاذعة له من قبل القيادي البارز في حزب "كاديما" شاءول موفاز تحمله المسئولية عن انهيار المباحثات مع الفلسطينيين وتعريض أمن إسرائيل للخطر. وبحسب المصادر، فإنه من المستبعد أن تتطرق القمة إلى تقارير تحدثت عن إمكانية قيام إسرائيل بشن حملة عسكرية على قطاع غزة، وهو أمر لا تبدي القاهرة ارتياحا إزاءه خشية من عواقب وخيمة في حال تكرار عدوان إسرائيل شامل على القطاع. وأكد الدكتور طارق فهمي الخبير بمركز دراسات الشرق الأوسط، أن استعادة الزخم لعملية السلام وإمكانية عودة الفلسطينيين لمائدة المفاوضات، أو البحث فيما أسماه "خيار فياض" ستكون على رأس القضايا التي سيتم مناقشتها خلا قمة مبارك ونتنياهو اليوم بشرم الشيخ، خاصة في ضوء ما يتردد عن اقتراب وصول جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للسلام للمنطقة، للبحث في استئناف جهود السلام. وتأتي زيارة نتنياهو لمصر في الوقت الذي أشارت فيه الإذاعة العبرية إلى تخلي الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن ملف عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، موضحة أنه لم يعد يعالج شخصيا هذا الملف وأحاله إلى كل جورج ميتشل المبعوث الأمريكي لعملية السلام بالشرق الأوسط والمبعوث السابق دنيس روس. وذكرت أن أوباما يشعر بالإحباط جراء موقف نتنياهو العنيد إزاء عدد من القضايا الخلافية الجوهرية، مثل الحدود و القدس واللاجئين. وقال المحلل السياسي شمعون شيفر، إن حالة من الإحباط تحيط ببعض القادة الأوروبيين، كما تحيط بالرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز تجاه مواقف نتنياهو، مشيرا إلى أن الأخير ينتابه القلق من عدم إقدام إسرائيل على اتخاذ خطوات ذات مغزى في المجال السياسي، وأنه يعتبر ذلك التقاعس خطرا على وجود "الدولة"، وعليه فإنه قد كثف مؤخرا نشاطاته السياسية وراء الكواليس. وذكرت الإذاعة أنه في غضون ذلك سيقوم دنيس روس كبير مستشاري أوباما للشرق الأوسط بزيارة إسرائيل، للبحث مع كبار المسئولين الأبعاد الأمنية للتسوية المستقبلية. وأشارت إلى أن توترا يسود حاليا العلاقات بين روس وجورج ميتشل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط حول مسار التقدم في المفاوضات. وكان الرئيس مبارك قد حمل الشهر الماضي اسرائيل مسئولية انهيار مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، داعيا المجتمع الدولي وخاصة الولاياتالمتحدة الى تحرك "جاد وفعال"، محذرا من "تداعيات تعنت ومواقف وسياسات إسرائيل على استقرار الشرق الاوسط والعالم". وأضاف في كلمة أمام الاجتماع المشترك لمجلسي الشعب والشورى "أقول إن على اسرائيل أن تتحمل مسئولية توقف المفاوضات وان عليها ان تعلم ان امن شعبها يحققه السلام وليس السلاح او الاحتلال". واعتبر أن "التحرك الدولي لا يرقى حتى الآن لجسامة هذه التداعيات والمخاطر". على صعيد الزيارة ذاتها، كشفت تقارير إسرائيلية أنه تم إجراء مناقصة لتوفير طائرة ب "أرخص الأسعار" يستخدمها نتنياهو في رحلته إلى مصر. وقالت صحيفة "ذا ماركر" الإخبارية الإسرائيلية، إن نتنياهو سيقوم بزيارته لمصر على متن طائرة خاصة يملكها إليعازر فيشمان رجل الأعمال الإسرائيلي صاحب شركات الاتصالات والعقارات، وهي أقل الطائرات تكلفة. وأضافت إن عرض فيشمان هو الذي تم قبوله في مناقصة أجريت لاختيار الطائرة التي سيستخدمها رئيس الوزراء في رحلته إلى شرم الشيخ. ونقلت عن مصادر إسرائيلية القول إن العرض الذي تقدم به رجل الأعمال الإسرائيلي هو الأرخص من نوعه، كما أن طائرته صغيرة نسبيا ومعدة لنقل 10 أشخاص فقط. وذكرت الصحيفة نقلا عن مصادر برئاسة الوزراء الإسرائيلية أن البروتوكول الخاص برحلات طيران رئيس الوزراء ولقاءاته السياسية حول العالم لم يتغير ويتطابق مع ما كان متبعًا مع رؤساء الحكومات السابقة.