أعلن مسئولون إسرائيليون أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ مبعوث اللجنة الرباعية في الشرق الأوسط توني بلير أنه لا مجال إطلاقًا لتمديد القيود الحالية المفروضة على البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، الأمر الذي يهدّد عملية السلام التي انطلقت مؤخرًا، حيث اشترط الفلسطينيون عدم استئناف الاستيطان لمواصلة المفاوضات المباشرة. ويقول مراقبون: إنّ مواقف الطرفين تشير إلى وجود مجال للمناورة للحيلولة دون انهيار المحادثات التي من المقرر أن تستأنف في شرم الشيخ الثلاثاء القادم. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو جدّد دعوته إلى الفلسطينيين للاعتراف ب"يهودية"، دولة إسرائيل، في الوقت الذي كشفت فيه مصادر إسرائيلية مطلعة عن وجود خلافات حادة مع الجانب الفلسطيني بشأن جدول أعمال الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة. وشدّد نتنياهو، وفقًا لما نقلت الإذاعة الإسرائيلية، على أنّه سيتسنى التوصل إلى ما أسماه "اتفاق إطار" في غضون عام واحد، إلا أنه ربط ذلك ب"مواصلة القيادة الفلسطينية عملية التفاوض بصورة مطردة، رغم العقبات، وتحلت بالجدية والعزم". وقال رئيس الوزراء: إنه سيتوجه غدًا الثلاثاء إلى منتجع شرم الشيخ حيث يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بحضور الرئيس المصري حسني مبارك، ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. من جانب آخر، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أشارت فيه إلى تفجر "خلاف فلسطيني- إسرائيلي حاد"، حول القضايا التي ستدرج على جدول أعمال المفاوضات المباشرة بين الجانبين، والمزمع استئنافها الثلاثاء. ولفتت الصحيفة إلى أنّ إسرائيل تطالب بالتفاوض أولاً حول قضيتي "التدابير الأمنية"، والاعتراف الفلسطيني بها بصفة "الدولة القومية للشعب اليهودي"، فيما تصرّ منظمة التحرير والقيادة الفلسطينية على مناقشة قضية "رسم حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية." وفيما تُعد قضية الاستيطان "حجر العثرة" الرئيسي الذي يعترض مسيرة المفاوضات المباشرة، فقد شدّد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي استضاف الجولة الأولى مطلع الشهر الجاري، على أن المفاوضات قد تواجه "عقبات ضخمة"، مؤكدًا عزم إدارته على الاستمرار في المحاولة "إذا فشلت المحادثات".