أصدرت محكمة القضاء الإداري برئاسة المستشار كمال اللمعي الأربعاء حكما غير مسبوق ببطلان عضوية ثلاثة عشر شيخا من مشايخ الصوفية واستبعادهم من جداول الجمعية العمومية للمشيخة العامة ومنعهم من الترشح أو التصويت أو الانتخاب في انتخابات المجلس الصوفي الأعلى المقررة بعد غد السبت. ويأتي الحكم بمثابة مفاجأة من العيار الثقيل وقد أحدثت دويا هائلا بين أتباع الطرق الصوفية البالغ عددها أكثر من خمسة عشر مليون صوفي وقبل ساعات قليلة من انتخابات المشيخة العامة للطرق الصوفية المقررة السبت. ومن أبرز المشايخ الذين شملهم قرار المحكمة الشيخ عبد الهادى القصبى، الذي صدر قرار جمهوري في أبريل الماضي بتعيينه شيخا لمشايخ الطرق الصوفية في مصر، واضعا حدا لنزاع استمر ما يقرب من عام ونصف العام مع الشيخ علاء أبو العزائم على منصب شيخ المشايخ. وقضى الحكم باستبعاد ثلاثة عشر طريقة صوفية، من بينها الطريقة القصبية التى يرأسها الشيخ القصبي من عضوية المشيخة العامة للطرق الصوفية. وصرح محمود فتح الباب المستشار القانوني ل "جبهة الإصلاح الصوفي" بزعامة الشيخ علاء أبو العزائم والتي ربحت الدعوى أن حكم المحكمة لم يقتصر على استبعاد الطرق الصوفية الثلاثة عشر من الجمعية العمومية لمشيخة الطرق الصوفية وعدم شرعية مشايخها بل أكد أيضا على شطب أسماء خمسة مشايخ كانوا مرشحين إلى الانتخابات المقررة بعد غد السبت. وأوضح أن المشايخ الخمسة المستبعدين هم: الشيخ مختار على محمد شيخ الطريقة الدسوقية المحمدية والشيخ سالم الجازولي شيخ الطريقة الجازولية وأحمد الصاوي شيخ الطريقة الصاوية وأحمد التيجاني شيخ التيجانية ومحمد أبو هاشم شيخ الطريقة الهاشمية. وأشار إلى أن المحكمة استندت في حكمها ببطلان عضوية المشايخ الثلاثة عشر وطرقهم الصوفية لعدم استيفائهم الضوابط والشروط التى حددها القانون 118 الصادر عام 1976 الخاص بالطرق الصوفية، والذى يتضمن ضرورة حصول أي طريقة صوفية على قرار رسمى يعترف بها من وزيري الأوقاف والداخلية، وأن ينشر قرار إشهارهما فى الجريدة الرسمية. وكانت الجبهة التى يتزعمها الشيخ عبد الهادى القصبي قد تقدمت لهيئة المحكمة بخطاب موجه من الدكتور حمدى زقزوق وزير الأوقاف إلى الشيخ القصبي مؤرخ بتاريخ 29 ديسمبر أي قبل موعد جلسة المحكمة بسبعة أيام يتضمن اعتراف وزير الأوقاف بالطرق الصوفية الثلاثة عشر ومن بينها الطريقة القصبية. غير أن المحكمة رفضت الاعتداد بخطاب زقزوق، بعد أن أكدت أنه ليس مستندا رسميا صادرا من وزارة الأوقاف، خاصة وأن الوزير زقزوق قد وجه الخطاب إلى القصبي ولم يأخذ الخطاب المسار الرسمي لإشهار الطرق الصوفية. من جانبه، وصف الشيخ محمد عبد المجيد الشرنوبي، وهو أحد صقور "جبهة الإصلاح الصوفي" حكم محكمة القضاء الإداري بأنه حكم تاريخي سيكون له مردود إيجابي على البيت الصوفي، حيث سيعمل مشايخ الجبهة على لم الشمل وإعادة الأمور لنصابها الصحيح والطبيعي. وأكد أنه سيتم العمل على إعادة الاستقرار والهدوء داخل البيت الصوفي بعد الأزمات التي استمرت داخل المشيخة العامة طوال العامين الماضيين عقب النزاع الذى أعقب وفاة شيخ المشايخ السابق أحمد كامل ياسين. واعتبر الشرنوبي أن حكم القضاء وجه أكبر صفعة للجبهة التى يتزعمها الشيخ عبد الهادي القصبى وليؤكد صحة الموقف الذى تبناه شيوخ "جبهة الإصلاح الصوفي" منذ بداية الأزمة. بدوره، أكد الشيخ علاء أبو العزائم أنه مستمر فى الترشح لعضوية المجلس الصوفى الأعلى في الانتخابات المقررة بعد غد السبت. وأبدى أبو العزائم ترحيبه بحكم القضاء النزيه الذى لم يفسد رغم فساد كل شي فى مصر, وشدد على ضرورة لم البيت شمل الصوفي والعمل من أجل تقدم ورقي الصوفية ورعاية مصالح أتباعها.