ينطلق غدا الثلاثاء ماراثون الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي أقرها النظام الحاكم في مصر بعد 30 يونيو. وسط هذا الزخم الإعلامي لحشد المواطنين للتصويت بنعم علة الدستور غدا بدعوي الاستقرار والأمان إلا أنه هناك فئات من الشعب المصري لم ولن تصل إليهم الرسالة من نظام 30 يونيو ألا وهم المهشمون في مصر . فأصحاب البطون الخاوية لاتعنيهم السياسة في شيء لا يعرفون معني كلمة دستور ولايريدون الديمقراطية فكل مايعنيهم أن يجدوا طعاما وشرابا ويحلمون بحياة كريمة ويدعون ربهم ليل نهار بالستر وراحة البال فالمهشمون من الفقراء ومن بينهم كبار السن الذين يتجاوز عددهم 30 مليون يعيشون في واد والسياسيون يعيشون في واد آخر. وفي إطار ذلك رصدت "المصريون" أراء المهشمين في مصر وكبار السن حول التصويت علي الدستور غدا وهل سيذهبون للتصويت أم لا وماذا يمثل الدستور بالنسبة لهم . في البداية يقول محمد حسن 71سنه بائع متجول بمنطقة العتبة "يعني إيه دستور أنا أول مره اسمع عنه أنا لا دخل لي بالسياسة ولا أعلم عنها شيء لكن ممكن نسمع انه فيه ارهابين ولا نعلم ما يحدث في مصر ولا نريد أن نعلم". ويؤكد إبراهيم حسنين 75 سنة ويعمل حارس لأحد العقارات السكنية بالجيزة "أنا لا أعلم شيئا عما يسمونه دستور ولا أريد أن اعرف عنه شيئا فكل ما يشغلني هو لقمة العيش لي ولأولادي فالحكومة لا ترعي المواطن البسيط ولن أشارك في أي تصويت علي الدستور لأنه لن استفيد شيء منه علي الإطلاق فكم من دستور تم وضعه ولا نعلم عنه شيء". ويقول السيد عوض 60 سنة ويعمل مصر ويعمل ماسح أحذيه في محطة سكك حديد مصر "أنا لا أعلم ماذا تعني كلمة الدستور لكني سأقول نعم لأن التلفزيون يؤكد أنها نعم تؤدي إلي الاستقرار والأمان وتعود مصر أمنة ما كانت فأنا لا يهمني الدستور فالمهم هو أن تقوم الحكومة بتوفير لقمة العيش لي ولأولادي". ويقول سالم عبد التواب عامل 68 سنه عامل نظافة "الذي أعرفه عن الدستور هو أنه هو الحكومة وهو مصلحه البلد وهو الذي يحمينا لكن نحن نشارك في الانتخابات كل سنه ونقول رأينا مثل ما يقال لنا من الحكومة . أساتذة علم الاجتماع فسروا تلك الظاهرة بأنها قصور من الدولة في شرح أهمية الدستور للمواطنين. فيقول محمد صلاح أستاذ علم اجتماع بجامعة القاهرة، إن هناك قصورا واضحا في شرح مواد الدستور للمواطنين وفى توعيتهم بمعنى الدستور فعدم التوعية هي السبب الرئيسي في هذا الجهل فبالطبع هناك فئة من المواطنين تشارك بناءا على ما تريده الحكومة وغالبا هذه الفئة هي فئة كبار السن الذين عاشوا أكثر من عهد ولديهم تصور أن ما تريده الحكومة هو الذي سيكون وأوضح أن "أكثر مايدفع فئة كبار السن وخاصا الأميون منهم إلى المشاركة هو خوفهم من الغرامات ودائما هذه الفئة تستغل وتوجه ، بالإضافة إلى الحالة الاقتصادية التي يمر بها المجتمع من فقر وبطالة مما يجعل المواطنين المهشمين ينظرون إلى السياسة كرفاهية".