هل يقتصر "حرامية" عهد مبارك على رجال الأعمال الفاسدين؟! الكل استسلم لهذا "الافتراض".. بل إن "حرامية" الإعلام تكلموا عن رجال مبارك "اللصوص" متشحين بوشاح "الشرف".. فيما كانوا بالتوازي تنتفخ جيوبهم وكروشهم وحساباتهم البنكية بالملايين في واحدة من أغرب قصص "غسيل الأموال" في العالم. اليوم على "العشوائيات" الفضائية، الكثير من "نجوم" صنعتهم تراخيص مباحث أمن الدولة المنحل.. وتحولوا من سكان العشش ومدن الصفيح والأحياء الأشد فقرًا في القاهرة.. ليمسوا من أصحاب الفلل والقصور المخملية فى منتجعات النخبة الطفيلية الجديدة.. لا يعرف أحد من أين جاء هذا "النبت الشيطاني" مفاجئا الجميع.. رغم أن السيرة الذاتية لهم جميعا معروفة ومحفوظة في أرشيف الصحفيين! استمعت لأحدهم مساء أمس الأول 12/1/2014على فضائية أحمد شفيق، وهو يكيل الشتائم والاتهامات للشعب المصري ويصفه ب"الأهبل" بعد أن بات هذا الصحفي والإعلامي "التخين"، مسخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب توبته من "كبيرة" ثورة يناير.. وعودته مجددا لظلامية صفوت الشريف وجاهلية عائلة مبارك مدافعا عن الأخير بوصفه صاحب الضربة الجوية الأولى!! خُيل إلى أن الصحفي الذي "خُلّق" دخل "حضانات" صفوت الشريف، وأجر قلمه وصحيفته لكل من دفع له أكثر.. كان جادا في وصفه المهين للشعب المصري، ويعتقد بأنه لولا هذا الشعب "الأهبل" على حد وصفه ما كان اليوم من أثرياء المعارضة وواحدًا من أكبر سماسرة الفضائيات والصحف في مصر، والتي درت عليه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. أثرياء الإعلام اليوم.. هم من فصيلة الشلل الفاسدة، التي ورثها المجتمع المصري من "تركة" مبارك وعائلته.. والمدهش حقا أن يتكلم الناس عن رجال الأعمال الذين ارتبطوا بعلاقات بيزنس وعمولات مع عائلة الرئيس الأسبق، ولا يتحدثون عن هذه الظاهرة الغريبة، والتي لا يوجد شبيه لها في أي مكان في العالم. هذه الملايين التي تدفع لصحفيين محدودي الكفاءة والموهبة، نظير برامج بالغة التفاهة وكلها استنساخ وصور شف من بعضها البعض، باتت مسألة مثيرة للتساؤل.. فيما بات تحولهم إلى مجموعات ضغط تؤثر في صناعة القرار الرسمي، هو المنحى الأخطر في المشهد المصري إجمالا.. لأنها في النهاية تقدم خطابا إعلاميا حاملا لفحوى وأهداف "الممول".. فيما يظل الأخير من "الشبحية" و"الغموض" ما يحملنا على الاعتقاد بأنها جزء من اللعبة الأمنية الإقليمية في الملعب المصري الذي بات مستباحًا للجميع.. ولم يعد خافيا على أحد .. بما فيها الأجهزة الأمنية الساكتة، تحول الإمارات إلى "كعبة" يطوف حولها مثقفون وإعلاميون مصريون صباح مساء.. ثم يعودون منها بما لذ وطاب حاملين الرسائل والتوصيات ويديرون بالوكالة عن العقل الإماراتي الرسمي ، معارك مصر الداخلية بما فيها إقالة الرؤساء وعزلهم أو تثبيتهم على الكراسي.. وتبرئة القتلة من دم الشهداء كما حدث يوم أمس الأول 12/1/2014 في محاكمة مبارك.. إنه زمن العار. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.