ربما يكون د. أحمد زويل عالمًا مرموقًا.. وربما يكون رجلاً مهمًا فى تخصصه العلمى، وربما يملك رؤية.. لكن حتى الآن لا نعرف عنه إلا أنه عالم أمريكى مصرى الأصل حاصل على جائزة "نوبل". حتى اللحظة لم يقدم "زويل" لمصر معروفًا يذكر.. كل الضجة التى تثار حوله، هى من قبيل "التمسح" فى رجل مشهور.. نصف "أمريكانى".. فى بيئة اجتماعية لازالت تكابد مشقة كبيرة فى التخلص من "عقدة الخواجة" أو "النقص" أو الإحساس ب"الدونية" أمام الآخر المتفوق علميًا والمنتصر عسكريًا. المدهش أننى سمعت أغانى مصرية تتحدث عن "زويل" بجانب "نجيب محفوظ".. باعتبارهما "لافتة" مشرفة أو مجدًا يضاف إلى قائمة "أمجاد" يا عرب أمجاد!! وإذا كان "محفوظ" رغم اختلاف البعض معه يستحق أن يدرج فى الأغانى الوطنية.. لما قدمه من إبداعات "متفق" أو "مختلف" عليها.. نالت رضا البعض.. وأثارت سخط الآخرين.. وبات مادة للجدل والخلافات إلا أنها تظل بالمعايير المهنية الفنية تستحق فعلا جائزة دولية.. ولعل البعض لا يعرف أن سيد قطب رحمه الله هو أول من اكتشف "محفوظ" وقدمه إلى الرأى العام العربى.. بوصفه موهبة رفيعة المستوى.. ومفاجأة المستقبل الإبداعية. أما د. زويل.. فإننا لا نشعر به فى مصر إلا ك "ظاهرة إعلامية".. لم يستفد منه المصريون شيئًا، ولم يقدم لمصر إلا "الكلام" و"المحاضرات" و"النصائح"، التى هى من قبيل الثوابت التى لا يختلف عليها اثنان. فجأة بات ل "زويل" مشروع أكاديمى.. لا نعرف عنه شيئًا إلا أنه يكتسب "أهميته" فقط من "أهمية" زويل كما يقدمه لنا الإعلام.. وليس من استحقاق موضوعى على الأرض.. والمدهش أن هذا المشروع يصر زويل أن يكون على أنقاض مشروع آخر موجود فعلاً.. وعلى جثته وعلى تشريد المئات من طلاب العلم فيه!! لا أدرى حتى اللحظة.. سر إصرار زويل على أن يكون مشروعه مقامًا على "أرض مغتصبة" جامعة النيل وأن يستولى عليها تحت قصف بوليسى عدوانى وعنيف ووحشى، لم تتورع فيه الشرطة من سحل الفتيات والطلاب والأساتذة، وجرجرتهم إلى الأقسام والنيابات.. وإهانتهم وضربهم بوحشية؟! قد يكون مشكلة "زويل جامعة النيل".. جزءًا من صراع حيتان "الوطنى" المنحل.. ومنذ أيام تسربت معلومات بأن الجامعة أهداها "شفيق" لزويل، خلال "قاعدة مخملية" فى منزل الأول.. حضرها بعض نزلاء "طرة" الآن. ويبدو أن حكومة قنديل.. واقعة تحت تأثير "إبهار" نوبل.. ولا تريد أن تظهر فى صورة الحكومة "الظلامية" التى تتصدى لمشروع "التنوير" الذى يشهره زويل فى وجه الجميع مسنودًا بحملة "إرهاب إعلامى" فى فضائيات رجال أعمال مبارك الفاسدين. لا أستطيع أن "أبلع" حكاية "النهضة" الممهورة بضرب الطلاب والأساتذة المصريين بأحذية الأمن المركزى.. شوفوا حاجة غيرها.. مصر تغيرت ومبارك وعصابته الآن فى السجن.. الذى لم يعد بعيدًا عن "التخين" فى البلد. [email protected]