لاشك أن تدهور حال أهل المحروسة مرهون بطاعتهم وانقيادهم وتسليمهم إلى القادة من أصحاب المعالي الجدد الذين أتوا من خلفية قديمة متهمة بالفساد .ولا نتحدث هنا عن الأحوال الاقتصادية لبلد سلم مقادير إدارة دفته إلى أصحاب المصالح الشخصية العفنة التي تخدم أيدلوجيات تآكلت بل أصبحت بالية لدرجة أن الحديث عنها أصبح يثير موجات من الضحك الهستيري .والعجيب اننا نسعى أن ننغمس بشكل أو بآخر في قضية التغييب الذهني والعقلي وانحصار تقدمنا واستقرارنا في القضاء على فصيل بعينه تحت ادعاءات اقل ما يمكن أن يوصف به انه درب من دروب الخيال .ولكن العذر كل العذر للفريقين المغيبين - بادعاءات كلا منهما تجاه الآخر – لان الميديا التي يبثها كل فريق تجاه مريديه مختلفة تماما بل هي على النقيض وربما يبث احد الأطراف صورة تظهره بالمجني عليه بينما الحقيقة أن الصورة تعبر عن جزء فقط من المشهد بينما الكادر الأوسع للصورة يوضح أن هذا المجني عليه هو المجرم وليس فقط الجاني.ويأتي كل فريق ومعه أدلته ويتحدث بادعاء اليقين ولكن هيهات بين الحقيقة وبين الادعاءات.ولذا يجب على المغيبين أن يدع كلا منها تلك الميديا وان يعمل العقل ويرى مع من يقف التاريخ. أيظن هؤلاء أن يعيثوا في الأرض فسادا دون حساب ." إن الله يدافع عن الذين أمنوا" فالقهر لن يقتل الأفكار .إنما للأفكار أجنحة تحلق فتستقر في ارض نبتها وغرسها صالح،ويوما ما - أظنه قريب - سيظهر نبت الخير في ارض المحروسة وينحصر رعاة الرذيلة والمروجون لها ، فتعود من جديد شمس المحروسة لتظل رجالها المخلصين وهم يكدون كما كانوا من أجل بناء صروح العزة والكرامة واحياءا لكرامة المحروسة الواثقة. إن محاولة إذلال أهل المحروسة وبناء ذلك الحاجز المعنوي بينهم وبين مكتسباتهم من انتفاضة يناير والرجوع مرة أخرى إلى مربع الذل والإذلال رغم الشعارات البراقة التي يتم ترديدها من خلال نفس النوعية الهالكة من أمثلة البسيونى وبدران ونصر. علاوة على مؤيديهم من أمثلة صنم الصحافة الملقب بالأستاذ أو الامعه الحلواني ! ..فبدءوا بمخطط الإذلال بقبولهم معونات وإحسان من شقيقات بشكل مهين وتسطيح لما يجب أن يكون عليه شكل رد الجميل .ولكن الشعب الأبي يرفض إلا أن يسترد كرامته ويعلنها لسنا عبيدا لغير الله ولن نكون وسنحيا كراما . إن استرداد الاقتصاد لعافيته ورد الجميل من قبل الأشقاء لن يأتي بحفنة دولارات أو ملابس مستعمله لدعم فصيل على آخر لان رد الجميل ليس للحكومات بل للشعوب وأهل المحروسة مستمرون في عطائهم ببذل الجهد والعرق بل وإفناء أعمارهم في سبيل بناء وتنمية تلك الدول رغم التضييق عليهم.إن رجوع المحروسة لريادة تلك الأمة مرهون باستيعاب البارونات إن عودة مصر هو إحياء لهم بعد موتهم الاكلينيكى فعدم قدرتهم على استكمال مرحلة النمو فى بلادهم نظرا لاستيلاء الشيطان الأعظم على أموالهم وعدم السماح لهم باستردادها مرهون بعودة المحروسة إلى مكانتها ولن يعوض ذلك ادعاء بعض البارونات قيامهم بهذا الدور .علاوة على أن رائحة الدم العربي تفوح منه رائحة بترول وأموال العرب المتحفظ عليها لدى الشيطان الأعظم ومعاونوه وبماركة من البارونات .إن استشفاء الاقتصاد المصري وعودة الروح اليه تستلزم عودة الوفاق بين أهل المحروسة مع تخصيص نسبة لا تقل عن 3% من الدخل الخليجي لمدة عشر سنوات ليعود قويا فيقود الأمة إلى مجد منتظر تحت راية ولواء التوحيد وليس دين البارونات تحت عباءة الشيطان الأعظم...إسلامية أنت يا بلادي منذ النشأة وحتى الممات ولك الدم فداء...