أكد كالونزو ماسيوكا، نائب رئيس كينيا، أنه لا يتوقع نشوب أي نزاع على مياه نهر النيل بين مصر والسودان من جانب ودول المنبع من جانب آخر، وأن جميع دول نهر النيل يمكنها أن تستفيد من مياهه التي وهبها الخالق بشكل عادل، من خلال إقامة مشروعات مثل السدود لتوليد الكهرباء. معربا عن أمله أن توقع مصر والسودان على هذه الاتفاقية. وردا على سؤال حول التصريحات الأخيرة لرئيس وزراء إثيوبيا، حول نشوب حرب حول مياه النيل، قال: "ليس لي تعليق لأني لم أسمع هذه التصريحات، ولكني متأكد أن مصر وإثيوبيا يمكنهما أن يعيشا دائما في سلام". وقال ماسيوكا: إن زيارته الحالية للقاهرة التي تأتي بعد زيارة رئيس وزراء كينيا، تؤكد قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن السنوات الماضية شهدت طفرة في التعاون الثنائي والاستثمارات المشتركة. وأشار نائب رئيس كينيا إلى أنه من المقرر إجراء مباحثات ثنائية على مستوى وزاري، حول سبل تعزيز التعاون في المجالات كافة الشهر المقبل، مضيفا أن التعاون الثنائي يشمل التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم في مجالات عديدة، من بينها التعليم، خاصة بين الجامعات المصرية والكينية. وأوضح أن بلاده تسعى إلى الاستفادة من الخبرة المصرية في مجال الكهرباء، مع التركيز على الطاقة الشمسية والكهرومائية، خاصة أن تكلفة توليد الكهرباء في مصر أقل بكثير من كينيا، بالإضافة إلى التعلم من الخبرة المصرية في أساليب ري الأرضي الزراعية، خاصة التنقيط، مشيرا إلى أنه لا يمكن لبلاده الاستمرار في الاعتماد على الأمطار في ري الأراضي الزراعية، بسبب تغير المناخ. وعن مبادرة حوض النيل، أكد ماسيوكا حرص بلاده على عدم التصرف على أي نحو يعرض مصالح الشعب المصري للخطر بالنسبة لمياه نهر النيل، وقال: "إننا نعلم أن مياه نهر النيل تشكل مصدرا حيويا لحياة المصريين"، وأضاف أن مصر والسودان لهما بعض التحفظات بشأن صياغة الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل، مؤكدا أن كل شيء يمكن التفاوض بشأنه، وأن الحوار هو الطريق الوحيد لحل أي خلاف بين دول حوض النيل. وعن الوضع في السودان، أكد نائب رئيس كينيا، أن بلاده تشجع السودانيين أن يعملوا من أجل التوصل إلى السلام والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أنه ستكون هناك فترة انتقالية بعد الاستفتاء حول وضع جنوب السودان، المقرر عقده في التاسع من يناير المقبل. وأضاف أن مصر تولي اهتماما بالوضع في السودان، في ضوء الزيارة التي قام بها الرئيس حسني مبارك مؤخرا للخرطوم لدعم الرئيس عمر البشير، موضحا أن الانفراجة السياسية لهذا الصراع بدأت في القاهرة عام 2003، وأن كينيا لعبت دورا مهما في التوقيع على اتفاق السلام الشامل في السودان بين الشمال والجنوب في نيروبي عام 2005، في إطار "منظمة الإيجاد". وأعرب عن أمله في أن يتم الاستفتاء في مناخ يتسم بالشفافية والمصداقية، مشيرا إلى أن التكلفة الباهظة للحرب بين شمال وجنوب السودان نتج عنها مليوني قتيل في العشرين عاما الماضية.. معربا عن اعتقاده "أنه لا يوجد أي سوداني يريد العودة إلى الماضي". وعن الصومال، أكد نائب الرئيس الكيني أن مصر يمكن أن تلعب دورا مهما في استقرار الأوضاع في الصومال، في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي، ومن خلال التعاون مع الدول مثل كينيا. وأضاف أن بلاده التي تتقاسم الحدود مع الصومال تهتم بمراقبة الوضع في البلاد منذ سقوط الرئيس الصومالي، سياد بري، وأنها تعمل من أجل إحلال السلام، مطالبا بتقديم كل الدعم لحكومة الرئيس شريف شيخ أحمد، الذي يعمل على تأمين وحدة أراضي البلاد.