في وسط دوامة لا تنتهي حلقاتها .. من الفكر .. ومشاغل الحياة اليومية .. إنسانيا أرى أن الجأ إلى مرفأ آخر .. يأخذني زورق مشاعري وأحاسيسي لأرحل بعيداً عن شاطئين .. ( الهموم . والمعاناة ) لأنزل في شاطئ الحب داخلي .. وأتساءل ماذا يحدث مثلاً لو كتبت عن الحب ؟ .........هل يبدو الأمر غريبا ً ....... أليس الحب هو الواحة التي يلجأ إليها الإنسان هرباً من كل همومه ؟.. أليست تلك المشاعر التي نعيشها ونتبادلها باسم الحب هي التعويذة السحرية لما نعانية من ألم .. وأحياناً تعاسة ؟ وغالباً حزن يسكن حنايا النفس والوجدان . ماذا يحدث عندما نحب ؟ لماذا يجعلنا الحب أكثر قدرة على احتمال عذابات الحياة ؟.. علماء النفس .. والاجتماع .. والأطباء يؤكدون أن الحب يطيل العمر .. ويقوي مناعة الجسم .. بل يساعد على سرعة التئام الجروح .. باختصار الحب يصنع المعجزات في زمن اللامعجزات .. يحول الحياة لصورة أخرى غير التي اعتادها الإنسان .. وكما تقول الحكمة " كن جميلاً .. ترى الحياة جميلة " أقول " كن محباً .. تحبك الحياة " .. " كن محباً .. ترى الحياة .. أكثر حباً " . ومن السهل أن تسأل شخصاً ما .. لماذا تحب فلان ؟ لكن من الصعب .. وأحياناً من المستحيل أن تسأله .. لماذا تكره فلان ؟ .. لأن الحب شلال من العواطف يغمر الإنسان .. لا يدري من أين يأتيه .. ولا كيف يحيط به .. بينما المشاعر الأخرى لها ما يبررها من أسباب . لكل ذلك أقول أن الحب هبة من الله لتأليف قلوب البشر ، منحة إلهية لا تقدر بمال .. لا تنتظر رداً أو مقابل بمقابل .. الحب هكذا بلا فلسفة حتى وإن كان للفلسفة والفلاسفة آراء أخرى .. وباع طويل في توصيف وتنظير الحب .. فهناك من قال " الإنسان لا يستطيع أبدأً أن يحيى سعيداً ووحيداً في نفس الوقت " . ومن قال بأن الإنسان كان مخلوقاً مزدوجاً له أربعة أذرع .. وأربعة أرجل .. ووجها ذكر .. وأنثى .. وملامح كل جنس ، حتى رأت الآلهة أن تشطره إلى نصفين .. ومنذ ذلك الحين والإنسان هائما على وجهه في ربوع الكون .. يبحث كل نصف عن نصفه الآخر . حب .. اترك نفسك لمشاعرها .. لا تضع قائمة بالمطلوب والمحاذير والشروط في الطرف الآخر الحب الحقيقي هو أن تحب الآخر بكل عيوبه .. ونواقصه .. قبل أن تبحث عن مميزاته .. لترى فيه أجمل ما في الكون .. بلا ممارسات تؤدي إلى ما يمكن تسميته مجازاً بالإرهاب الرومانسي .. أو قولبة المشاعر .. بلا جداول للتخطيط والتنظير .. لمتى نحب .. ومتى نتخلى عن الحب .. فالمتعة الحقيقية في عالم الحب هي لحظات اكتشاف الحبيب .. والتوغل داخل مشاعره الداخلية . الحب الحقيقي في أسمى صوره هو مناعة إلهية ضد القهر .. والاستبداد .. والتلوث النفسي .. وخلق جديد للإنسان داخلك .. من فضلك دعة يخرج للنور .. وتذكر معي قول الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه " من حب .. فعف .. فكتم .. ..فمات فهو شهيد " ..