يعيش كل منا فى الحياة ويحمل بين جنبات نفسه حلما واحدا يراوده طفولة وشبابا وكهولة إلى نهاية العمر. كثيراً ما تأتى الأيام بما يعاكس أحلامنا وأمنيات نفوسنا, وتأخذنا تيارات الحياة وبحرها إلى ما لا نريد ولا نهوى ونجد أنفسنا مطالبين بالتخلي عن (حلم يتجزر في أعماقنا). حلمٌ يراود خيالنا وأمنيةٌ بتحقيقه ولا نجد بداً من التخلي عن الحلم وما نتمنى، ونسير مع الحياة فى دروبها الكثيرة والبعيدة كل البعد عن أحلامنا. ورويدا رويدا تهدأ النفوس وتتغير الأفكار وقد تتبدل الأحلام طبقا لمقتضيات الحياة فيتوارى الحلم ويبتعد ونظن أننا قد نسينا ما نحلم به وما نتمناه وربما ظننا أن الحلم قد مات...... فكم من حلم مات وتكسر على صخور شواطئ الحياة . ولكن الحلم الراسخ في أعماقنا قد يتوارى ويسكن ولكنه لا يموت........ لا يندثر........... لا يتكسر........... فالحلم يشعر بضعفه أمام عواصف الحياة ويقر أنه لا يستطيع أن يقاوم فيتخذ قراره بالدفاع عن نفسه إلى أبعد مدى...... فيسكن فى ركن ركين من جوانب النفس, يجلس هناك يرقب وينتظرفى أبعد نقطة من القلب والعقل بعد أن جعلته الأيام وأحكامها والحياة ودهاليزها ودروبها يتنحى بعيدا , فيجلس فى هدوء يرقب وينظر وينتظر , حتى إذا ما لاحت له بوادر الضوء انتبه مرة أخرى وهب واقفا ونفض عن نفسه غبار الأيام وقاتل بكل قوته حتى يخرج من الظلام المحيط به. وتجد النفس ضوءاً لا تعلم له مصدرا يشع منها الى الخارج فيضئ جوانبها ويروي فيها حنينا قد ذبل فيزدهر وتزهو الروح ببريق خاطف للأبصار ينطلق إلى ملا مح الوجه فيضيئ أكثر وأكثر... وتتساءل النفس ما هذا الضوء؟ فتجد أنه حلمها القديم الذي توارى منذ سنوات ...... قد عاد فتيا شابا يختال بنفسه قوة وجمالا...... وحياة ورغبة.... فتندفع النفس بكل قوتها ونحن معها إلى مصدر الضوء ........ إلى باعث الحياة فى النفس.......... إلى ملهم الروح.......... إلى الحلم............. الذي بعث من جديد ... تندفع إلى حلمها القديم تنهل من بحره ..... تستقى من حنانه ...... وتروى عطشها إليه..... ولكن......... الحقيقة تلح دائما لتقول .... أيهما أولى بالبقاء حلم قديم يسعد النفس ويبهجها ويبعث الحياة فيها ويعطيها أملا فى أيام أفضل........ أم واقع نحياه ونعيش فيه لا تكتمل الحياة بدونه ولا يمكن الاستغناء عنه......... وما بين الحلم والواقع تتوه النفوس فلا الواقع يحتمل ولا الحلم يكتمل............. إن الأحلام غالبا ما تأتى فى التوقيت الخطأ فهل نتمسك به؟..أم نتركه يذهب؟!............. إن التمسك بالحلم أهم كثيرا من تحقيقه .... فالحلم يجب أن يكون مصدرا ملهما للنجاح..... ليس مهما إن تحقق الحلم أم لا .... يكفينا من الحلم حلاوته وإلهامه..... يكفى اننا حلمنا .............. ووهبنا الحلم ........... السعادة