عبّر الأطباء و العاملون بمستشفى العباسية للصحة النفسية عن رفضهم لقرار الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة بهدم المستشفى، وإقامة مدينة معارض ضخمة تحت اسم "كايروإكسيو سيتي" مكانها، مقابل منح الوزارة مساحة مماثلة لمساحة المستشفى- 68 فدانا- بمدينة بدر لإقامة مستشفى بديل عليها. وأعلنوا في بيان عن رفضهم التام لأي مساس بالمستشفى، سواء بعملية الهدم أو النقل أو استقطاع أى جزء من مساحتها، لأنها من أول وأكبر مستشفى للصحة النفسية في مصر والوطن العربي تم إنشاؤها عام 1883، ولها قيمة تاريخية وحضارية لا يمكن الإغفال عنها أو التفريط فيها. وطالبوا وزير الصحة بالنفى الرسمي لما لما تردد بشأن التفكير في عملية هدم ونقل المستشفى إلى مكان آخر بدلا من مكانها الحالي، على أن يتم تحويل الدعم المادي الخاص بعملية الهدم والنقل لتطوير الخدمة بالمستشفى، وتحسين وضع العاملين فيها، فضلا عن بناء مركز للبحث العلمى فى مجال الصحة النفسية بالمستشفى، واسترداد المساحة الخاصة بالمستشفى بحديقة العروبة التي تم استقطاعها لزيادة فرص توسيع المستشفى وخدمة عدد أكبر من المواطنين. وتضم المستشفى حوالى 3000 سرير وهي مُقَسَّمة داخلياً إلى عدة وحدات ببوابات مستقلة مما يجعلها أشبه بمستشفيات مستقلة (مما يتوافق مع توصيات منظمة الصحة العالمية ) داخل مستشفى عام كبير على حد ما جاء فى البيان، وتخدم شهريا حوالى 4500 مريض أى ما يقترب من 60 ألف مريض سنويًا. ورأى البيان أن مركزية مكان مستشفى العباسية تسهل من عملية دمج المريض في المجتمع، سواء من خلال سهولة زيارة الأهل له، بينما ستكون عملية نقل المستشفى – من وجهة نظرهم- أكبر جريمة لحق المرضى، حيث أن أي مريض، خاصة المريض النفسى إذا وجد صعوبة أو معاناة فى الوصول إلى مكان الخدمة الطبية سيعرض عنها، مما يضيف عبئا ثقيلا عليه وعلى أسرته ويعرض خطته العلاجية كلها للفشل. وأشاروا إلى أن وجود المستشفى في قلب القاهرة يحقق اشتراطات ومعايير منظمة الصحة العالمية من حيث رفض عزل المرضى النفسيين عن المجتمع وإقامة الأماكن العلاجية الخاصة بهم على أطراف المدن، وهو كذلك يسهم في إزالة الوصمة التي تحيط بالمريض النفسي عن طريق تسهيل اتصاله بالمجتمع الخارجي.