الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ، .. فمع حلول العام الهجري الجديد أقف وقفة محاسبة أذّكر فيها نفسي وإخواني ببعض الأمور سائلا المولى عز وجل أن يكون هذا العام عام خير ورفعة وعزة لأمة الإسلام , تتخلص فيه الأمة من الخضوع لغير الله , ومن التحاكم لغير شرعه , ومن الولاء لأعداء الأمة والذلة لهم...إنه جل وعلا ولي ذلك والقادر عليه . إن الأيام والسنين قد تسارع سيرها وغدا كالسحاب مرورها , ويهنئ الناس بعضهم بعضا كلما حل عام وانصرم سابقه دون أدنى تأمل فيما وراء ذلك ...وصدق القائل : يسر المرء ما ذهب الليالي وكان ذهابهن له ذهابا فهلا تأمل كل امرئ في كون كل يوم مضى يدني من الأجل , وهلا ارتاعت نفسه وانزعج قلبه لذلك ؟! كم من واجب من واجبات الدين سوًف في القيام به ولمًا يقضه ؟ وكم من مهام تعينت عليه ولما يُنجِز منها شيئا؟ وكم من خطط فد وجب إعدادها ولمًا تجَهًز؟ وكم من خطط أعدت ولما تنفذ ؟ وكم من طموحات وآمال ظلت كما هي ولازلنا نراوح في مكاننا؟ وكم من خلافات ونزاعات طال عمرها حتى بين الأفاضل أفرادا وجماعات , ولما تطوى صفحاتها , ولما يتوحد صفنا ؟ وإلى متى نشخًص أمراض الأمة , ونتبارى في ذلك بالقلم واللسان ولا نعالج؟ وإلى متى نتجاهل العلاج الذي نوقن أنه العلاج الناجع ونجبن عنه؟ وإلى متى نطوًع مناهج الدعوة و(الإصلاح) لرغباتنا النفسية وميولنا الشخصية , وما يكفل لنا السلامة في النفس والرزق , و" إن من البيان لسحرا" ؟!! وإلى متى نتملق ونداهن ونجامل طلبا للعافية , يحركنا إلى ذلك سَحر قد انتفخ وقلب قد ارتجف ونوهم المسلمين المخلصين الطيبين أن هذا هو أمر الله وشرعه وهدي نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟!! وختاما........ إلى متى نتجمل للناس , ونحن عرايا أمام رب الناس ؟ إي والله ... قبورنا تبنى ونحن ما تبنا "يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية". وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين