عبر ممثلو منظمات المجتمع المدني بدولتي السودان وجنوب السودان، عن قلقهم العميق إزاء المواجهات العسكرية التي اندلعت بين فصائل قوات الجيش الشعبي بالدولة الوليدة، في صراع على السلطة. كما أعرب ممثلو منظمات المجتمع المدني السودانيين-في بيان لهم اليوم/ الأربعاء/-عن أسفهم للعنف الذي بدأ في العاصمة "جوبا"، ثم انتشر إلى أجزاء أخرى من البلاد، في تطور غير متوقع يهدد استقرار الأمة الوليدة. وأكد البيان قناعة السودانيين بأن العنف والدمار وإزهاق الأرواح البريئة وتهديد سبل العيش، لا تخدم أي غرض بل تهدم الحياة الإنسانية وحقوق الإنسان التي تواجهها الحكومة وشعب جنوب السودان .. داعيا المنظمات المدنية إلى ضرورة التمسك بالحوار للوصول لاتفاق مقبول من الطرفين، مؤكدين أن ذلك يشكل السبيل الوحيد لحل الخلافات السياسية الحالية. وناشد البيان، القيادة السياسية في "جوبا" إلى تغليب المصلحة وتطلعات الجماهير من أجل التعايش السلمي والتقدم والتنمية وجعلها هدفا ورسالة، مؤكدين أن هذا يتطلب المزيد من التضحيات السياسية من جميع الأطراف المتصارعة في جنوب السودان، مع التحلي بالشجاعة والحكمة اللازمة لتحقيق الأهداف. وناشد بيان منظمات المجتمع المدني السودانية، الرئيس سلفاكير بإطلاق سراح، جميع الأشخاص المحتجزين، بسبب تعبيرهم عن آراء سياسية تنتقد أداء الحكومة والبدء في حوار غير مشروط ، والشروع في عملية المصالحة الوطنية والحوار السياسي مع الذين يحملون السلاح ضد الحكومة. كما ناشد ، رؤساء الدول وأعضاء حكومات الاتحاد الأفريقي، وخاصة أعضاء دول "الإيجاد"، مواصلة الجهود للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في جنوب السودان كأولوية قصوى على جداول أعمالها، والنظر كذلك في تقديم مساعيها الحميدة والتدخل الشخصي مع أطراف النزاع في ضوء التوصل إلى تسوية سلمية تفاوضية للصراع على السلطة. وطالب البيان جميع الدول المجاورة لجنوب السودان بالامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية أو لتوسيع العمليات العسكرية، أو دعم مماثل إلى أي طرف من أطراف النزاع، أو الاستفادة من الوضع لدوافع خفية، والمساهمة فقط في تعزيز الحوار والمصالحة بين الطرفين لجنوب السودان بصورة سلمية. كما دعا، المجتمع الإنساني إلى مضاعفة جهوده لتوفير المساعدة الإنسانية اللازمة وتقديم المواد الأساسية التي يحتاجها الجنوب من خلال توفير أعداد متزايدة من المدنيين في أجزاء مختلفة من البلاد، كما نعى البيان ضحايا الصراع على السلطة، بما في ذلك موظفي الأممالمتحدة، وقوات حفظ السلام، الذين فقدوا حياتهم في أداء واجبهم.