امتدت أجواء الصراع التي شهدتها انتخابات مجلس الشعب بين المرشحين المنتمين للحزب "الوطني" إلى البرلمان، بعد أن شهدت لجنة استقبال النواب الجدد بمجلس الشعب الخميس صراعًا بين نواب الصعيد على شغل المواقع بالبرلمان الجديد، وتحديدًا بين حازم حمادي النائب عن سوهاج، وعبد الرحيم الغول النائب عن نجع حمادي. ويسعى حمادي لشعل منصب وكيل المجلس عن الفئات، الذي كان يشغله عمه النائب الراحل أحمد حمادي، بعد أن انتقد تهميش الصعيد بعد وفاة عمه، وقرر توجيه التماس إلى الرئيس حسني مبارك خلال اجتماعه مع الهيئة البرلمانية للحزب "الوطني" غدًا الأحد، بهدف إعادة تفعيل النظام الذي كان مطبقا في السابق، وذلك باختيار وكيل للمجلس من الوجه البحري وآخر عن الوجه القبلي. وبدأ حماد إجراء اتصالات مع نواب الصعيد من أجل توحيد موقفهم في اجتماع الهيئة البرلمانية، لكنه اصطدم برغبة عبد الرحيم الغول، الذي يخطط للحصول على منصب وكيل المجلس عن العمال، وبعدما وصفه نفسه بأنه أقدم نائب برلماني في العالم بعد وفاة كمال الشاذلي. ورأى في تصريحات صحفية أنه الأحق من غيره بشغل منصب الوكيل، نظرًا لأنه يحمل صفة عامل، ولأنه كان مديرا عاما سابقا، كما أنه يحمل صفة الفلاح بحكم إداري، وتساءل: لماذا لم يرشح وكيلا للمجلس عن العمال حتى يمثل الصعيد؟، رافضا سيطرة نواب القاهرة والإسكندرية على المناصب البرلمانية. وقال الغول، إن هيئة مكتب الحزب "الوطني" هي التي رشحته للانتخابات البرلمانية وليس أحمد عز أمين التنظيم، وكشف أنه كان سيرشح نفسه مستقلا في حال عدم اختيار الحزب له، حتى لا يقال إن فئة استبعدته عن المجلس، بعد الأحداث التي شهدتها نجع حمادي، في إشارة إلى اتهامه بأنه كان على صلة بمنفذ الهجوم على مطرانية نجع حمادي، عشيد عيد الميلاد في يناير الماضي. وأعترف الغول بأنه تحالف مع زميله العامل الآخر فتحي قنديل خلال الانتخابات الأخيرة بعد فراق طويل بينهما، حرصا منه على العلاقة القوية التي كانت تربطه بوالده، وأكد أن الناخبين الأقباط في نجع حمادي تمكنوا من الإدلاء بصوتهم لمن يريدون ولم يشر إلى مقاطعتهم له أو تأييده. ودافع الغول عن أحمد عز، ورفض إطلاق وصف "مجلس أحمد عز" على المجلس الحالي، وقال إن عز نفذ توجيهات هيئة مكتب الحزب "الوطني" برئاسة صفوت الشريف الأمين العام وعضوية الدكتور زكريا عزمي الذي وصفه ب "العملاق الواعي"، والذي كان له دور قوي في اختيار مرشحي الحزب. وأضاف الغول إن أمانه التنظيم "احتوت القيادات الشعبية في سلة واحدة حتى يحصل الحزب "الوطني" على الأغلبية ولا يحتاج إلى ضم المستقلين. ووصف الغول الانسحاب من العملية الانتخابية بأنه "إفلاس"، وقال إن الحزب "الوطني" هو حزب المشروعات، رافضًا اتهامه بتزوير الانتخابات، مشيرا إلى مواجهته صعوبات شديدة في المرحلة الأولى لكن الأزمة انفرجت في مرحلة الإعادة. وقال الغول إنه سيؤيد الحكومة إذا استجابت لمطالب الشعب الحقيقية وسيعارضها إذا أتخلت عن المواطنين، بينما اتهم المعارضة، وقال إنها "فشلت ولم تستطع أن تكسب الجماهير لذلك تقول إن الانتخابات مزورة، وتساءل: "كيف حدث تزوير وقد دخلت جولة الإعادة لأول مرة في حياتي رغم أنني أقدم نائب في العالم"؟ وأشار الغول إلى أن هيئة مكتب الحزب "الوطني" لم تجامله، وأن عز لم يختره، وإنما جاء لأنه من كوادر الحزب، وتساءل: لا أدري لماذا لا أكون وكيلا للبرلمان حتى أمثل الصعيد، وأضاف: كفى القاهرة والجيزة والإسكندرية استئثارًا بوكالة المجلس، وتساءل: هل سيظل نواب الصعيد متفرجين؟، وتساءل عن المعايير التي يتم تطبيقها في اختيار قيادات المجلس؟.