قال ثروت الخرباوي فى مقاله فى جريدة المصريون أنه " لا يوجد شئ اسمه تفسير للقرآن - الله نزل القرآن ولم ينزل معه تفسير ونزل لنا حرية الفهم وفقا لكل زمان ومكان - ما يقال عنه إنه تفسير مجرد رأي لصاحبه - أحاديث الصحابة تلزمهم ولا تلزمنا هم اجتهدوا لأنفسهم ولم يجتهدوا لنا ". وتعقيبا علي كلامه : القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل المنزل علي رسوله صلي الله عليه وسلم بلسان عربي مبين المنقول عنه بالتواتر والمتعبد بتلاوته والمكتوب في المصاحف والمعجز في لفظه ومعناه والمبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس " المدخل إلي علم الدعوة " وينقسم التفسير إلي : أولا: التفسير المأثور للقرآن الكريم يعرفه العلماء بأنه تفسير القرآن بالقرآن ، وتفسير القرآن بالسنة ، وتفسير القرآن بأقوال الصحابة ، وأضاف بعضهم تفسير القرآن بأقوال التابعين ويعنون كل ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية وكلام الصحابة والتابعين بيانا لمراد الله سبحانه وتعالي من كتابه ومن اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة " الخلفاء الراشدين وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو موسي الأشعري وعبد الله بن الزبير " ومن كتب التفسير المأثور تفسير ابن كثير " تفسير القرأن العظيم ". ثانيا : التفسير بالرأي قال الدكتور / مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار : الرأي في التفسير نوعان محمود ، ومذموم. 1 - الرأي المحمود : إذا كان مستندا إلي علم يقي صاحبه الوقوع في الخطأ فإن كان كذلك فهو رأي جائز وما خرج عن ذلك فهو مذموم ويمكن تقسيم العلوم ا لتي تحتاجها من فسر برأيه إلي نظرين : الأول: نظر في علوم الآية : كالناسخ والمنسوخ والمطلق والمقيد والخاص والعام ومفردات اللغة وأساليبها وسبب النزول وقصص الآي ومعرفة السنة النبوية الثاني : نظر في طبيعة المفسرون الذين يجب الرجوع إلي أقوالهم والأخذ بها وعدم الخروج عنها هم الصحابة والتابعون وأتباعهم فما جاء عنهم فإنه لازم لمن بعدهم من حيث الجملة ولا يجوز مخالفتهم لذا جعل ابن جرير من شروط المفسر أن لا يكون تأويله وتفسيره خارجا من أقوال السلف من الصحابة والأئمة والخلف من التابعين وعلماء الأمة. 2- الرأي المذموم : هو القول في القرآن بغير علم سواء أكان عن جهل أو قصور في العلم أم كان علي هوي يدفع صاحبه إلي مخالفة الحق ومن صور الرأي المذموم : ( أ) - تفسير ما لا يعلمه إلا الله . ( ب) - من ناقض التفسير المنقول أو أعرض عنه. ( ج) - من فسر بمجرد اللغة دون النظر في المصادر الأخرى. ( د) - أن يكون له رأي فيتأول القرآن وفق رأيه. إقرار الرسول صلي الله عليه وسلم اجتهاد الصحابة في التفسير : في حديث ابن مسعود لما نزلت آية: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)" الأنعام : 82" قلنا يا رسول الله وأينا لم يظلم نفسه فقال : " إنه ليس الذي تعنون ألم تسمعوا إلي قول العبد الصالح ( يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )" " لقمان : 13". تري أن الصحابة فهموا الآية علي العموم وما كان ذلك إلا رأيا واجتهاد منهم في الفهم فلما استشكلوا ذلك سألوا رسول الله صلي الله عليه وسلم فأرشدهم إلي المعني المراد ولم ينههم عن تفهم القرآن والقول بما فهموه كما يدل علي أنهم إذا لم يستشكلوا شيء لم يحتاجوا إلي سؤال رسول الله صلي الله عليه وسلم " أنتهي كلامه أ ه " . قال عبد الله ابن مسعود : والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت ولو أعلم مكان لأحد أعلم لكتاب الله مني تناوله المطايا لأتيته " وقال الأعمش أيضا عن وائل عن ابن مسعود قال : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن قال الشيخ صالح آل الشيخ : أن التفسير يتبع الحاجة ، يفسر بمعني يبين المعاني لمن لا يفهم المعاني والقرآن نزل بلسان عربي مبين فهمته الصحابة إلا في بعض الآيات لم تفهم ففسرها النبي صلي الله عليه وسلم فالمنقول من تفسيره عليه الصلاة والسلام قليل " انتهي كلامه ". واجمع المسلمون علي أن حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كان في عصره إماما في العلم فريدا في التفسير فاستحق بذلك هذا اللقب عن أهلية وجداره لعلو همته ودعاء النبي صلي الله عليه وسلم له بقوله " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " ولكن القرآن الكريم لم يفسر تفسيرا كاملا في العهد الأول لا من النبي صلي الله عليه وسلم ولا من غيره نظرا لعدم حاجة الناس لذلك فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يفسر للناس ما يحتاجون إلي تفسيره ويبين لهم ما يحتاجون إلي تبيينه امتثالا لأمر الله تبارك وتعالي : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) " النحل : 44". وهكذا كان ابن عباس وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم يفسرون ما يحتاج الناس إلي تفسيره من القرآن لأن أكثر الناس في ذلك الوقت لا يحتاجون للتفسير نظرا لسليقتهم العربية ومشاهدتهم لمراحل الدعوة ومعرفة أسباب النزول . "مركز الفتوى " والقول: بأن أحاديث الصحابة تلزمهم ولا تلزمنا هم اجتهدوا لأنفسهم ولم يجتهدوا لنا ، كلام عقيم ويدل علي الجهل وعدم العلم بمكانة ومنزلة الصحابة رضي الله عنهم. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "...... فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ". قال رسول الله صالي الله عليه وسلم: " خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم "