انتقد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، المنسق العام السابق ل "الجمعية الوطنية للتغيير" قوى المعارضة التي لم تتفق على قرار موحد بشأن انتخابات مجلس الشعب المرتقبة، إما بالمقاطعة أو المشاركة فيها، وقال إنه حتى التي قررت المشاركة لم تنجح في الاتفاق على قائمة موحدة ما جعلها تبدو مشرذمة، وهو ما سيتيح للحزب "الوطني" فرصة لاكتساح الانتخابات سواء بالتزوير أو بغير التزوير، وبعد أن شجعه ذلك على الدفع بأكثر من مرشح على المقعد الواحد في العديد من الدوائر. وقال إنه في الوقت الذي كان من الممكن أن تؤدي فيه المقاطعة إلى إجبار الحزب "الوطني" على تقديم التنازلات حتى تقبل المعارضة المشاركة قررت الأخيرة خوض الانتخابات، "مما جعلها تبدو أمامه هزيلة، وبدا هو كأنه لا يخشاها، وكان ذلك أحد العوامل التي جعلته يدفع بأكثر من مرشح على المقعد الواحد، كما أنه أراد أن يتجنب ما كان يحدث في السابق حيث كان من لم يرشحه على قوائمه يترشح مستقلا، فإذا ما نجح في الانتخابات يسبب حرجا للحزب الذي يضطر لأن يضمه". وأضاف: "في مقابل ذلك ليست هناك قدرة لدى المعارضة للترشح على كافة المقاعد، ف "الإخوان المسلمون" قرروا خوض الانتخابات على 30% من المقاعد، بينما لم يستطع "الوفد" أن يقدم أكثر من 192 مرشحا، وبالتالي فإن هناك عددا من الدوائر محسومة سلفا للوطني". وانتقد بعض القوى السياسية المشاركة ضمن "الجمعية الوطنية للتغيير" التي كانت تزايد على بعضها، مشيرًا على سبيل المثال إلى حزب "الوسط"- تحت التأسيس- الذي كان يزايد باستمرار على "الإخوان" لإحراجهم، وقال إن مزايدة البعض أدت إلى اتخاذ قرارات لا تتسم بالمرونة الكافية، وبالتالي حدث التشرذم والانقسام، مما لم يسمح بقرار موحد للمقاطعة ولا لقائمة موحدة في حال المشاركة. في حين أشار إلى أن حزب "الغد – جبهة أيمن نور" اتخذ قرارًا بالمقاطعة، لكنه ترك الخيار للمرشحين في المشاركة من عدمها، وبالتالي ظهرت "الجمعية الوطنية للتغيير" وكأنها غير قادرة على توحيد قوائمها، وظهرت أمام الجمهور وكأن ما يفرقها أكثر مما يجمعها مع أن الانطباع في البداية أنها متفقة على المطالب السبعة للتغيير. وعول نافعة على الانتخابات الرئاسية كمرحلة أخرى من النضال وفرصة التدارك ما حدث في الانتخابات البرلمانية التي ستكون الخسارة فيها على حد توقعه فادحة تماما، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك ضمانات مطلوبة لنزاهة الانتخابات، فإذا لم تقدم الحكومة هذه الضمانات في الانتخابات الرئاسية على القوى الوطنية أن تقاطع هذه الانتخابات، وعندها يكون موقف مرشح الحزب "الوطني" صعبًا. ويطرح نافعة التساؤل: هل ستتمكن القوى الوطنية استخلاص الدروس وتوحيد مواقفها؟، ويجيب بقوله: البعض يراهن على أن هناك معارضة رسمية أقرب إلى الحكومة يمكنها أن تفسد كل شيء.