أول ما ظهرت حركة "كفاية" ... كتبت مقالا في إحدى المجلات العربية .. بعنوان "إذ تنبت الوردة من أرض ملح " ... تناقلته العشرات من المواقع على الانترنت . كان المقال مترعا بالعاطقة أكثر من التأملات العقلية ... ولعل ذلك كان سر قدرته على أن يتسلل إلى القلوب قبل العقول .. وبادرت النفوس التواقة إلى سماع هدير الجماهير في الشوارع إلى أن تتناقله من موقع إلى آخر. كفاية في مراحلها البكر فرضت على الجميع أن يحترمها ويقدرها حتى من جانب من هم في السلطة .. وكم سمعت البعض منهم على الفضائيات وهم ينتقدونها ولكن بأسلوب تستشعر فيه توقير الحركة واجلالها وتقدير مشاعرها الوطنية النبيلة . الكل كان يأمل أن تكون كفاية البديل "الموضوعي" و "العفوي" لما هو سائد من احزاب كرتونية ديكورية .. أسسها النظام للمزايدة عليها والادعاء بانه نظام يقوم على التعددية الحزبية ، فيما هي في واقع الحال "كومبارس" في العروض المسرحية التي يعرضها النظام كل خمس سنوات ويطلق عليها اسم "الانتخابات "البرلمانية . الآن .. أين "كفاية" ؟! ... كفاية اختفت ..! حتى مؤتمرها السنوي أمس لم يكن بذات الطعم الذي نعرفه .. وانتقدها واحد من ابرز مؤسسيها هو الدكتور عبد الوهاب المسيري .. وموقعها على الانترنت لم يعد يعبر عنها ، بل يعبر عن حركة أخرى لا أعرفها .. ولكن من المؤكد أنه لم يعد موقع الكفاية الذي نعرفها ونعرفه . عندما دعيت لمشاركة في ندوة عن "الاعلام البديل" في مقر نقابة الصحافيين ، وجدت فتيات صغيرات يجلسن في قاعات النقابة وهن يدخن السجائر ، وعندما لاحظ من يرافقني علامات الدهشة على وجهي .. قال مبتسما انهن فتيات ينتسبن إلى حركة كفاية ... باتت أقصى جهودهن الآن ... المشاركة في الندوات التي تعقد في المقار والفنادق المخملية .. يدخن السجائر ويقضبن بعض الوقت في الثرثرة واستعراض الشعارت "الورقية" التي يشبكهن على صدورهن ! موقع كفاية .. هو الآخر بات موضوعا للانتقادات حتى من قبل اعضاء بالحركة ... بات محض "صندوق بريد" يودع فيه الردئ والسيئ من الرسائل .. كثير من التساؤلات جاءتني حول دلالة ما ينشر فيه خاصة بعد ما انتهت موالد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية .. إذ تلاحظ أن الكثير من المقالات باتت تختار فيما يبدو لنا لتكرارها وتواترها لأنها فقط تنتقد التيار الاسلامي أو الاسلام ذاته .. لم تعد ثمة خصومة مع "التمديد والتوريث" بعد أن تفلت الأول من يد الجميع ، وبات الثاني في الطريق .. ... تحولت الخصومة بشكل غريب إلى خصومة مع الاسلام ذاته .. أو مع العروبة والمقاومة في العراق وفي فلسطين .. الكل بات يشعر أن الموقع إما مخترق أمنيا أو تم اختطافه من قبل مجموعة مناوئة لكفاية .. فما ينشر فيه من مقالات بالغة الاستفزاز ، غالبيتها كتب في أزقة ودكاكين التمويل الامريكي .. إلا ما نذر الكل يتساءل ما مغزى أن يعيد الموقع نشر حوار المرشد العام للإخوان المسلمين الذي نشرته روزا ليوسف مؤخرا؟! ولا يعيد مثلا في المقابل نشر حوار الرئيس مبارك مع قناة العربية وهو الحوار الاخطر والاكثر تأثيرا على علاقات مصر العربية والاقليمية ؟ روزا معروفة بعلاقاتها الامنية .... وبالتأكيد ومن الموثوق منه أنها اعادت نشر الحوار بناء على تعليمات أمنية ... فما الذي حمل موقع كفاية على أن يحذو حذوها الأمني ؟! نحن نسأل أين حركة "كفاية" ؟!... وأسئل الصديقين العزيزين د. عبد الحليم قنديل والاستاذ أحمد بهاء الدين شعبان ... هل الموقع لايزال هو البوابة الاعلامية للحركة .. وإذا كانت الاجابة ب نعم ... فهل يتابع قادة الحركة ما ينشر عليه ؟ لدى احساس اتمنى أن يكون مخطئا .. بأن الكل تخلى عن "الحركة" .. مجرد احساس استشعرته من متابعتي لموقعها إذ بدى لي وكأنه ساحة مهجورة أو "خرباية" لاصاحب لها تؤوي مقالات لبعض "كائنات" ضالة ؟ [email protected]