علمت "المصريون"، أن مصر عرضت على الولاياتالمتحدة خلال زيارة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط واللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية إلى واشنطن في الأسبوع الماضي مقترحًا بالدعوة لعقد مؤتمر إقليمي للسلام في منطقة الشرق الأوسط، مع بحث إمكانية تحويله إلى مؤتمر دولي، بهدف الخروج من المأزق الراهن وإعادة إحياء عملية السلام المجمدة. يأتي ذلك بعد فشل الولاياتالمتحدة التي كانت الجامعة العربية قد منحتها مهلة لمدة شهر لإنقاذ المفاوضات من الانهيار، على خلفية قرار إسرائيل استئناف البناء الاستيطاني داخل الأراضي الفلسطينية منذ مطلع أكتوبر، وانسحاب الفلسطينيين اعتراضًا على ذلك، بعد أقل من شهر على إطلاق المفاوضات المباشرة. وأفادت مصادر دبلوماسية مطلعة ل "المصريون"، أن القاهرة تسعى من خلال عقد مؤتمر السلام المقترح، لإعادة ضخ الدماء في المرجعيات والقرارات الدولية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، متمثلة في قرارات الأممالمتحدة 141، 242، 338، ومن أجل حشد الدعم الدولي لتأييد إعلان دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة أحادية الأجانب في حال إتمام المصالحة الفلسطينية. واعتبرت المصادر، أن الهدف من وراء هذا المقترح إيصال رسالة إلى الولاياتالمتحدة الراعية لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على وجود تحرك عربي تقوده مصر في مواجهة مساعي إسرائيل الرامية إلى تجميد عملية السلام، واستغلال حالة الجمود في فرض نوع من الأمر الواقع على الفلسطينيين. وتسعى القاهرة تسعى لانتزاع دعم أمريكي لإقامة المؤتمر المقترح على الرغم من وجود تحفظ من جانب السلطة الفلسطينية تجاهه، سعيًا إلى تشديد الضغوط الدولية على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لاحترام التزامات القرارات الدولية بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعلى رأسه حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة في حدود الأراضي المحتلة عام 1967. بدورها، وعدت واشنطنالقاهرة بدراسة المقترح المصري بشكل موسع، والعمل على تسويقه دوليا، وإقناع إسرائيل بضرورة المشاركة فيه، من أجل تنشيط عملية السلام بالمنطقة، وإخراجها من نفق الجمود. وكان وزير الخارجية المصري أكد في ختام زيارته إلى واشنطن أن الجانب الأمريكي يبذل جهودا لانجاح عملية السلام واستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لكن هذه الجهود لم يتحقق الهدف منها حتى الآن. وأشار إلى أن مباحثاته مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تناولت الخطوات التي تقوم بها واشنطن، والخطوات المستقبلية من جانب الإدارة الأمريكية لاقناع الأطراف المعنية وخاصة إسرائيل بقبول وقف الاستيطان.