أطلع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، الرئيس حسني مبارك أمس على محادثات أجراها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" بالسعودية حول المصالحة مع حركة "فتح"، في وقت استبعد فيه إمكانية أن تستضيف المملكة المزيد من المفاوضات بين الحركتين بعد أن توسطت في اتفاق عقد بينهما عام 2007. وقال الفيصل في مؤتمر صحفي أمس بشرم الشيخ بعد محادثات مع الرئيس مبارك ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط "ملف المصالحة بالكامل في يد الأخوة المصريين"، وأضاف أنه لم يحصل على موافقة مشعل على توقيع اتفاق مصالحة كانت قد أعدته مصر عقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في يناير من العام الماضي. إلى جانب ذلك، علمت "المصريون" أن سبل التصدي للاختراق الإيراني للجبهة اليمنية وتنامي نشاط تنظيم "القاعدة" في وسط اليمن وسبل تحريك عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط كان على رأس محادثات الفيصل مع الرئيس مبارك. وأبدى البلدان قلقهما الشديد حيال استمرار التمرد الحوثي في شمال اليمن واستمرار وصول الدعم الإيراني للحوثيين رغم كافة الجهود التي بذلها البلدان لتطويق وحصار المقاتلين في جبال الشمال اليمن، فضلا عن القلق المصري السعودي من تنامي أنشطة تنظيم "القاعدة" في وسط اليمن خلال الفترة الأخيرة وشن التنظيم لهجمات استهدفت مصالح يمنية. وفيما يتعلق بعملية السلام، جرت مشاورات حول إدخال تعديلات على مبادرة السلام العربية، وأن هذه التعديلات سيحملها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط خلال زيارته القادمة لواشنطن بصحبة اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية. ويرجح أن تعقب زيارة أبو الغيط للولايات المتحدة إعلان أمريكي بتصور كامل لاستئناف مسيرة السلام بالمنطقة، لاسيما أن الأيام القادمة ستشهد المبعوث الأمريكي لعملية السلام في المنقطة جورج ميتشيل للقاهرة وعواصم عربية للبحث في سبل استئناف مسيرة السلام عبر ممارسة ضغوط على الطرفين لقبول بحل وسط فيما يخص قضية الاستيطان.