أعلن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أنه سيقوم بزيارة إلى الولاياتالمتحدة الأميركية لتناول دفع مسار عملية السلام مرة أخرى بين السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، لافتًا إلى أن زيارة اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية إلى إسرائيل "الخميس" أتت في إطار التمهيد لزيارة واشنطن، مضيفًا أنه سيلتقي والوزير سليمان مع وزيرة الخارجية الأميركية يوم الأربعاء المقبل، للاطلاع على ما سوف تقوم به الولاياتالمتحدة لوضع المفاوضات على الطريق الصحيح. جاء ذلك في تصريحاته للصحفيين عقب جلسة مباحثات له مع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيك، مساء أمس "الخميس" وذلك لبحث آخر المستجدات على الساحة الإقليمية والدولية خاصةً فيما يتعلق بالجهود الجارية لدفع مسار عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مرة أخرى، كما ناقش الجانبين العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المصرية البريطانية. وقال أبو الغيط في مؤتمر صحفي مشترك مع الضيف البريطاني: تم التشاور حول الوضع الفلسطيني الإسرائيلي وتوقف المفاوضات، بالإضافة إلى الوضع في لبنان والحاجة إلى تحقيق الاستقرار هناك مع التأكيد على ضرورة استمرار الالتزامات الدولية على المجتمع الدولي تجاه لبنان وخاصةً فيما يتعلق بدور المحكمة الجنائية الدولية، معتبرًا أن وزير الخارجية البريطاني ضيف عزيز يعمل لصالح الاستقرار في المنطقة. وأضاف أنه تم بحث الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار في السودان، موضحًا أن وجهات النظر قد التقت بينهما وأنهما أكدا ضرورة تنفيذ التزامات اتفاقية "نيفاشا". وتطرق أبو الغيط إلى فكرة الكونفيدرالية لتأمين الاستقرار بين الطرفين حتى لا تتفجر الأوضاع بعد الاستفتاء. وقال: يجب المضي في تحقيق الاستفتاء شرط استكمال كل عناصره، وإذا وجدنا أنها ليست مستكملة فلا ضرر في التفكير في بعض التأجيل إذا كان هذا يحقق استقرار فيما بينهما. وردًا على سؤال حول مصير المفاوضات المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين قال أبو الغيط: هناك مشكلة في الوقت الحاضر والولاياتالمتحدة تبذل الجهد مع إسرائيل المسؤولة عن توقف المفاوضات، ورأى أن الإدارة الأميركية لها فرصة في أن تعاود بذل الجهد واقناع إسرائيل بالتنازل عن مواقفها المتعنتة، خاصة بعد انتهاء انتخابات التجديد النصفي الأميركية بعد أن تعطلت جهودها على مدار أسبوعين أو ثلاثة. وردًا على سؤال بشأن المقترح المصري بإنشاء كونفيدرالية بين شمال وجنوب السودان قال: المقترح صدر منذ أيام قليلة فقط، الجانب الجنوبي قال أنه على استعداد لدراسة هذا في الوقت المناسب، أما الجانب الشمالي أبدى استعداده لدراسة الفكرة لكنه فضل التركيز على تنفيذ الاستفتاء واستكمال كل العناصر والتزمات الاستفتاء. وتابع أبو الغيط: نرى أن هناك خطر واحتمالات لصدامات إذا جرى الاستفتاء دون الإعداد المناسب، لذا طرحنا على الأخوة السودانيين بأن هناك خيارًا ثالثًا غير الانفصال أو الوحدة، للاستقرار في السودان باعتبارها سوف تحقق بعد وقوع الاستفتاء، محذرًا من تأجج العنف بسبب المشكلات العالقة بعد الاستفتاء، مستشهدًا بنموذج يوغسلافيا منذ حوالي 15 عامًا. وطالب السودانيين بأن يبحثوا عن أفكار خلاقة، مؤكدًا أن هذا منطلق الفكرة المصرية، معربًا عن أمله ان تلقى استجابة ولو بعد الاستفتاء. من جانبه صرح وزير الخارجية البريطاني عقب لقائه ابو الغيط انه على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بذل المزيد من الجهد لاستئناف المفاوضات، مؤكدذا أن زيارته لإسرائيل والمنطقة كانت لهذا الغرض. كما التقى الدبلوماسي البريطاني مع عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية. كما التقى عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، مع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيك، وذلك بمقر الأمانة العامة مساء أمس. وقال أحمد عيسى المتحدث باسم الأمين العام أمام الصحفيين عقب اللقاء، إنه تمت مناقشة سبل دفع المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في ضوء زيارة وزير الخارجية البريطانية إلى الأراضي العربية المحتلة، وجولته الحالية بالمنطقة. وذكر عيسى أن وزير الخارجية البريطاني أكد خلال لقائه مع الأمين العام على ضرورة استغلال انتهاء عملية انتخابات التجديد النصفي بالكونجرس لحث الجانب الأميركي نحو دفع المفاوضات مرة أخرى في مسارها الصحيح. وأضاف أنه تمت مناقشة الأوضاع في المنطقة بشكل عام، حيث بحث الجانبين الوضع في لبنان والوضع في العراق، والسودان والإعدادات الجارية للخروج باستفتاء السودان القادم إلى بر الأمان. وردًا على سؤال حول إمكانية تأجيل الاستفتاء، أوضح عيسى أن الجامعة العربية مع تحقيق الاستقرار في السودان وإجراء الاستفتاء في موعده، مؤكدًا في الوقت ذاته تثمين السيد عمرو موسى والجامعة العربية للمبادرة المصرية بعمل كونفيدرالية بين جنوب وشمال السودان سعيًا نحو تحقيق الاستقرار في السودان.