لم اجد دلالة افضل من القصة التى سبق واوردتها "المصريون" لتبين كم النفاق الذى يتصف به معظم المسؤلين التنظيمين فقد قام السيد محافظ الأقصر قبل يوم من زيارة السيدة سوزان مبارك الى مدارس المنطقة بالمرور بنفسه على جميع المدارس التي كانت ستقوم السيدة سوزان مبارك بزيارتها، ونبه مشددا على جميع الطلاب والمدرسين ومديري المدارس وجميع العاملين بها بعدم الحديث على الإطلاق مع السيدة حرم رئيس الجمهورية أو التقدم بأي طلبات إليها.ولم يكتف السيد المحافظ بذلك بل قدم اليهم النصيحة الاهم ليحفظوها للطلاب : "لو الهانم سألتكم.. إيه أخباركم يا أولاد؟ تردوا في صوت واحد.. ربنا يخليكي لينا يا ماما سوزان إحنا كلنا بخير اى ان السيد المحافظ المبجل يوعز الى المدرسيين الافاضل بضرورة تعليم اولادنا النفاق والرياء والكذب وركوب الموجه وهو اهم درس سيحفظه هؤلاء الاطفال بعد انتهاء الزيارة لكن لان ربك كبير و اثناء زيارة حرم الرئيس لمدرسة الشهيد بقرية الدير فوجئت بإحدى الطالبات تنهمر في البكاء، وعندما استفسرت منها عن سر بكائها أجابتها أنا ذراعي مكسور ومركبة شرايح ولا أستطيع الحضور إلى المدرسة لكنهم أجبروني على الحضور وأنا نفسي أتعالج بس المدرسة رفضت تعالجني علشان تكلفة العمليه كبيرة! وبدلا من ان يخجل السيد المحافظ او يرق قلبه لمتاعب الطفلة عنفها وارسل يستدعى ولى امرها ليعاتبه على ما قالته ابنته بدلا من ان يرسل الابنه للعلاج فى مستشفيات المحافظة سيادة المحافظ هل تدرى انك وغيرك تعمل عند هذه الطفلة وعند الالاف غيرها من ابناء المحافظة وليست المحافظة ارثا لك تركب عنق اهلها الى ان يتم تغييرك لتركب عنق شعب محافظة اخرى فمفهوم عملك هو خدمة شعب المحافظة وليست ان يخدمك شعب المحافظة المرة القادمة يا سيادة المحافظ استخدم شركة علاقات عامة كبرى تستدعى مجموعة من اطفال الاعلانات المدربين ليؤدى الدور بشكل اجمل وافضل ويرفعوا راسك عاليا امام الهانم ووزير الصحة اما السيد وزير الصحة فاننى اسأله هل تم علاج الطفلة على نفقة الدولة ام ان والدها يلف الان كعب داير على مكاتب مسئولى وزارتك يتسول طلبا للعلاج ولماذا لم تصدر معاليك قرارا بعلاجها على نفقة الدولة فى التو واللحظة ام ان العلاج على نفقة الدولة للرقاصين والفنانين ولاعبى الكرة فقط لقد أمرت حرم الرئيس الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة الذي كان برفقتها بتوقيع الكشف الطبي على الطالبة فورا وبنفسه وعنّفت القيادات التنفيذية الكبيرة بالمحافظة. ترى اذا لم يكن هناك استعدادات وترتيبات للزيارة ماذا كانت ستجد حرم الرئيس اننى ادعوها الى عدم الاعلان عن زيارتها للمدارس او المحافظات ولتقوم بالزيارات فجأة وسترى العجب العجاب سترى مصر على الطبيعة بدون مساحيق تجميل فهل ستتحمل الهانم ما تراه على ارض الواقع بدون كذب ونفاق محافظ او وزير او حتى رئيس وزراء ؟