لم أكن متطرفا حين كنت أهاجم جريدة المصرى اليوم التى تضم بعض الكتاب العلمانيين الأقحاح الذين تشم عفن التطرف العلماني البغيض فى كلماتهم من مسيرة ألف سنة ولا يتورع أحدهم عن الكلام فى القرآن والسنة بصراحة فجة تخبر عن باطنه الحاقد على شرع الله وبكل أسف فهم لا يحترمون شعاراتهم الرنانة التى تتحدث عن الرأى والرأى الآخر (وطبعا الرأى الآخر هو رأيهم أيضا . فى حقيقة الأمر أنا لاأشعر بأدنى صدمة فيما يكتبه (خالد منهزم ويوسف نقصان وجمال الهادم وغيرهم ....فهولاء يطفحون كرها ليس للسنة فحسب ولكن للقرآن ولكل ماهو دين ولذا لم تصبنى الدهشة الموجعة التى أصابت كثيرا ممن قرؤوا مقال الكاتب العلمانى سليمان وليس "جودة" والذى تحدث فيه عن اقتراحه المدهش بتغيير دعاء ركوب المسافر على متن مصر للطيران والذى يجعل القارئ يشعر بسطحية هؤلاء المدعين للفهم وبينهم وبين الفهم مسافات شاسعة وطبعا أخذ يفكر ويفكر ثم ظل يفكر ويفكر حتى رأى أن هذا الإقتراح هو الأمثل فى إعادة روح التفاؤل للركاب وعدم الخوف من المصير المجهول الذى ينتظرهم وظل على حال من "اللف والدوران" أنه يحترم القرآن والسنة كالذى يتحسس رأسه من بطحة..... وجلست أتأمل كلماته كى أعرف ماذا يريد ؟ وهل قضايا مصر للطيران باتت لا ينقصها سوى تعديل دعاء الركوب ؟ وهل كل مشاكل شركة مصر للطيران سببها هذا الدعاء المأثور عن سيد ولد آدم ؟ ألم أقل لكم أن هؤلاء يعتبرون الدين هو سبب كل الأزمات التى تمر بها مصر فالبطالة وزنا المحارم وتردى أوضاع الفن والرياضة والإقتصاد والسياسة والدموية فى حياتنا وغلاء المعيشة الفاحش وخسارة وزير الثقافة لليونيسكو بل وهبوط مستوى أبو تريكة مع الأهلى كل ذلك بسبب الدين......وبالتالى وبالمنطق المعوج والفهم السقيم القابع فى عقولهم لو أخرجنا الدين من حياتنا وتم فصله عن الواقع المعاش كما يريدون فسوف نناطح الغرب فى ثورته التكنولوجية فى غضون ساعات قليلة ونسى هؤلاء الرويبضة تاريخ المسلمين المشرف وتناسوا كلام رجل فى حجم الفاروق عمر وهو يقول بحروف من نور "كنا أذل الناس فأعزنا الله بالإسلام ولو ابتغينا العزة فى غيره أذلنا الله "ولكن لمن تتحدث فقلوبهم غلف وآذانهم صم وأعينهم أصابها العمى وإن كانوا يبصرون وأكاد أجزم أن البداية لن تتوقف عند تغيير دعاء الركوب بل سيلى ذلك طلب أغنية لنانسى وعمورة وتمورة واستعراض لإحدى الراقصات حتى تزداد بهجة الركاب ولايشعرون بكآبة كلمات مثل سوء المنقلب "الذى ينتظرهم إن لم يعودوا لرشدهم " الخلاصة ياسادة فى قول النبى " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ماشئت"وكذلك فى وصف النبى لأمثال أصحاب المصاطب من هؤلاء بأنهم رويبضة ولما سأل الصحب نبيهم ماالرويبضة قال عليه الصلاة والسلام "التافه" يتكلم فى أمر العامة ألا فليكف الرويبضة عن هذا ويتكلموا فى سباق الأغانى المحموم وأجور الممثلين ولاعبى الكرة وليتركوا سنة النبى لمن يحبه وكفاهم إدعاءا بأنهم يريدون الخير فكم من مريد للخير لن يصيبه * إعلامي مصري .