كما تعودنا وتعودتم وكما نعرف وتعرفون ..فإن الطريق إلى جريمة تزوير الإرادة الجمعية للجماهير في الانتخابات النيابية القادمة ،بدأ تمهيده منذ فترة ،وجاري تعبيده الآن على قدم وساق؛ بتزوير الوعي الجمعي للجماهير، من خلال أبواق النظام الزاعقة وشهود الزور الذين يرتدون عباءات كتاب ومفكرين ورؤساء تحرير، ووكالات النظام للدعاية والإعلان «إن دور» و «أوت دور » المسماة صحف ومجلات وقنوات فضائية ومراكز بحثية ..ووإذا كان قد أسند الإشراف عليها إلى لجنة انتخابية موقرة..تتكون من أحد عشر عضوا لن تذهب بهم حدود طاقاتهم وأوقاتهم المحدودة بعيدا عن حدود : تلقي الشكاوي أوكتابة المذكرات! ..كما أن ضمان نزاهة العملية الانتخابية مرهون «بنية الحكومة» !!على نحو ماأوضح السيد المستشار رئيس اللجنة على صفحات جريدة الشروق ..وأن أهم إنجاز لها حتي الآن هو التشكيك في دستورية شعار « الإسلام هو الحل » الذي أقر بدستوريته المستشار:«عادل زكي أندراوس»! الرئيس السابق للجنة الانتخابات ..الأمر الذي يفسر : احتفاء الجماعة العلمانية باللجنة الحالية ، ويثير علامات الاستفهام حول دور اللجنة الذي يقترب من دور : ختم النسر الأصلي على مستند «مضروب»..علي أن مقدمات الاستبداد والتضييق والإرهاب العلماني لم تحل دون ظهور بشائر نجاح رجال الحل الإسلامي في المعركة الانتخابية حتي ولو انتزع منهم النظام كل مقاعدهم التي يستحقونها ..ذلك لأنهم أصروا أولا على خوضها رغم كل مقدمات التزوير , وأصروا ثانيا على خوضها بشعار« الإسلام هو الحل» رغم كل مقدمات الإرهاب ؛ الأمر الذي ينم عن شجاعة تحسب لهم أكثر مما ينم عن فطنة أو حكمة في مواجهة نخبة ثقافية متنفذة بدت البغضاء في أفواهها وأقلامها ونخبة سياسية متحكمة كسي الاستبداد أفعالها ! ...أما لماذا ظهرت بشائر النجاح ؟ لأن الخبراء برجال الحل الإسلامي يدركون أولا أن آخر أهدافهم :هو الفوز بالمقاعد أوالسعي إلى السلطة أو إلى مصلحة اللهم إلا مصلحة الأمة كما يدعي عليه خصومهم .. فلا يتصور عاقل أن ثمة مصلحة أو مغنم وراء الاعتقال ! ومصادرة الحريات والأموال, وترويع الأبناء والزوجات.. وإلا فالمصالح والمغانم والمناصب أقرب إلى من يستدفئون بأحضان النظام ! ..كما أنهم يهدفون ثانيا فيما يهدفون إليه إلي إعلام الجماهير بحقيقة وعمق كراهية النخب السياسية الثقافية الجاثمة على رقاب العباد : للحل الإسلامي ،وأن الأمر ليس مجرد خصومة سياسية مع أشخاص ولكن الخصومة هي مع الحل الإسلامي ذاته ..هذه هي الحقيقة ...وهو ماظهر جليا من خلال الحمم التي تصبها الجماعة العلمانية على مشروع الحل الإسلامي .. نجح الإصرار على خوض المعركة بشعار الحل الإسلامي : في كشف عمق الكراهية والإرهاب المستقر في نفوس وعقول سدنة المعبد العلماني المصري تجاه الحل الإسلامي .. ظهر الوجه الحقيقي لهؤلاء السدنة المسيطرون على محابس الرسائل الإعلامية الموجهة للجماهير، هذا الوجه الذي ظهرت الكثير من ملامحه من قبل..إلا أن البعض لم يره بمثل هذا المستوي من القباحة والسفور في التطاول على الحل الإسلامي والتحريض على غلق نوافذ تعريفه للناس أو أيا مما يتعلق به شكلا أو موضوعا !! ..في حين تفتح نوافذ التجهيل به أو التطاول عليه والسخرية والاستهزاء من دعاته أو المبشرين به أو أيا مما يتعلق به شكلا أو موضوعا إلى الحد الذي جرأ أحد هم على قذف الشارع المصري بالأمية النفسية لأنه يتفاعل أي الشارع مع الشعار وأربابه زاعما: أن هذا الشعار : رفعته عبر التاريخ قوي الخراب والدمار !! ولا أعرف أي تاريخ عبره : « أمي الوجدان » هذا ؛حتي يفتري علينا وعلي ديننا بهذا الشكل المهين له ولمن يمثله ؟! .. ويتطوع آخر علي صفحات جريدة ليبرالية جدا وهو أب لابن وحيد إلى التحريض علي : اعتقال المنادين بشعار الحل الإسلامي ، وترويع أبنائهم وزوجاتهم ، وكأنه لا يكفيه عشرات الأبناء والزوجات المحرومين من آبائهم وأزواجهم منذ سنوات والأعياد على الأبواب، الأمر الذي يدل على سوء ما تنطوي عليه القلوب وإلى :رعونة وجلافة وغياب للحد الأدني من القيم الإنسانية أو شرف الخصومة السياسية !..وفي المقابل تنشر ثقافة السفور والتعري والخلاعة والتحلل وتعظيم رموزها ودعاتها وإنزالهم منزلة الزعماء المحررين والملهمين وتبقي وزارة : « اللاثقافة » والتحلل ورأسها شاهد صدق على ما نقول !! ..وللإنصاف فإن أعضاء الجماعة العلمانية المصرية في هذا التوجه سواء...فجميعهم تشابهت قلوبهم وتوافقت عقولهم في التحامل والسخرية من الحل الإسلامي وتسفيه من يقبل به أو يدعو له ..وكأنهم انتهزوها فرصة واتخذوا الخصومة السياسية بين النظام والتنظيم : حصان «طروادة»: يقبعون في أحشائه حتي ينقضوا علينا وعلي ديننا وهويتنا وعلي حقيقة وحتمية وضرورة الحل الإسلامي والذي هو مطلب دستوري وجماهيري حقيقي وعادل و مشروع بصرف النظر عن :كونه مطلب فصيل سياسي أو إسلامي محدد .. ذلك أن الغالبية العظمي من الجماهير والتي ينعتها العلمانيون بكافة أطيافهم وانتماءاتهم بالبساطة والسذاجة والأمية النفسية ..هذه الجماهير تدين بدين الإسلام وتؤمن به نعمة : رضيها لهم ربهم ورب كل الناس وأكملها لهم ، وأتمها عليهم حلا لأمور دنياهم وآخرتهم ..وما أتمه الله لم يكن لكائنا من كان مهما علا قدره عند نفسه أو عند الناس أن ينتقص منه أو أن يقلل من شأنه إلا : حماقة أو سفاهة أو قصور في العقل أو جهل بالتاريخ !أو بشمولية فطرة الله التي فطر الناس عليها ولو كره العلمانيون ..هذا اليقين بالحل الإسلامي لن يغادر عقول أو قلوب الغالبية العظمي من المصريين المؤمنين به والمطمئنين إليه بصرف النظر عن كل الفصائل الإسلامية التي تنادي به مهما جاوز الإرهابيون العلمانيون المدى في محاربته أو التآمر عليه ...فالحل الإسلامي حق ومطلب جماهيري وليس مطلب فصيل بعينه ..ذلك لأن الجماهير توقن أن لحل الإسلامي ينشيء ضميرا في النفوس ينقذنا من جحيم الهوة الأخلاقية التي حفرتها لنا العلمانية و التي يتخبط فيها المجتمع علي غير هدي ...توقن أن الحل الإسلامي يقيم على الأرض دولة بناء وإعمار وإصلاح وتطوير ..فالحل الإسلامي بالمجمل:هو يوسف أحلام المصريين الذي ينتظرونه لتخصيب حياتهم بعد طول عقم، ولترطيب سنوات العلمانية العجاف التي كست دولتنا: فاقة ورخاوة وفساد غير مسبوق..الحل الإسلامي هو التطور الطبيعي لمصر التي خبرت الليبرالية والناصرية والعلمانية و..و.. الخ .. ولم تجن من ذلك إلا ما نعاينه الآن ... وهكذا فإن حقيقة الحل الإسلامي وحتميته ظاهرة ظهور الشمس رابعة النهار عند أولي الألباب أذكياء الوجدان من الغالبية العظمي من الجماهير المصرية إلا أنها غائمة غيمة السحاب في ليلة شاتيه ظلماء عند ذوي الأمية الوجدانية والعقول العلمانية التائهة ...فالهجوم العلماني على الحل الإسلامي ليس لأنه ليس حلا كما يفتري المفترون ، على صفحات الجرائد الليبرالية جدا وبأقلام ليبرالية جدا جدا ..ولكن لأن الوجدان الجمعي للجماعة العلمانية يبغض الحل الإسلامي : أولا ، ولأن الوعي الجمعي للجماعة العلمانية يجهل قيمة وحقيقة :الحل والمشروع الإسلامي: ثانيا ، ..ولأن رجال الحل الإسلامي : ثالثا : قدغاب عنهم فيما يبدو ماجاء في صحيح البخاري : عن علي رضي الله عنه موقوفا : « حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يُكذّب الله ورسوله ؟» .. أو عن ابن مسعود : قال : « ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة » أو ماجاء في الأثر :« أمرنا نحن معشر الأنبياء أن نكلم الناس على قدر عقولهم » ..وإذا كنا ندرك المسافة الشاسعة بين كل من العقل والوجدان الجمعي لجماعة العلمانين من جهة وبين إدراكهم لحقيقة الحل الإسلامي وقيمته من جهة أخري .. فينبغي أن نحترز من أعطائهم الذريعة يتطاولون بها من كل وجه وبكل ما أوتوا من إمكانيات ووسائل على صبغة الله وصبغة رسوله صلي الله عليه وسلم فيبغي البغاة على الدعوة بأكثر مما يبتغي الدعاة من السياسة!! . الحرية هي الحل . [email protected] [email protected]