نشبت مشادة كلامية حادة على الهواء بين الكاتب الصحفي سامي كمال الدين ونائب رئيس تحرير جريدة الأهرام محمد يوسف المصري حول الحكم الصادر بشأن حبس 14 فتاة بالاسكندرية 11 عاما. وحاول المصري خلال حواره على قناة "الجزيرة مباشر مصر" تبرير الحكم, قائلا :" لن أؤيد إثارة الفوضى في المجتمع المصري، ولن أقدم قضية استقرار الوطن على أي قضية أخرى.. الإخوان لن يسمحوا بتحسين الاقتصاد، والاستقرار لن يأتي إلا بإجراءات رادعة.. هناك ما يمكن أن تتسامح بشأنه وهناك ما يمكن أن تغلظ العقوبة بشأنه.. ولا يوجد إنسان فوق القانون". وفي المقابل, رد سامي كمال الدين في نبرة غضب, قائلا :" قضاء دولة الاحتلال كان أكثر إنسانية مع فلسطينيات تورطن بأعمال فدائية على الرغم من انه قضاء احتلال.. والآن يكم القضاء المصري على أطفال لأنهم عطلوا المرور.. مالناس قطعت الطريق بقالها 3 سنين كان حصلها ايه.. التهم ملفقة للفتيات.. وتحقيق العدالة يقتضى أن نحكم بالعدل", واصفا حكم حبس الفتيات بالهجمة المغولية الإنكشارية, فيما رد المصري بغضب, مطالبا الدولة بأحكام رادعة لترسيخ الاستقرار. وكانت محكمة جنح في محافظة الإسكندرية قضت في 27 نوفمبر بالسجن 11 عاما على 14 فتاة من حركة "سبعة الصبح" شاركن في مظاهرات رافضة ل "الانقلاب" الشهر الماضي بالإسكندرية. وقضت المحكمة أيضا بإيداع سبع فتيات قاصرات دور رعاية الأحداث، كما قضت بالسجن غيابيا 15 عاما على من سمتهم المحرضين، وهم مسئول المكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية مدحت الحداد، ومحمد هنداوي ومحمد شحاته وعلي عبد الفتاح. وقد وصفت الفتيات محاكمتهن بالهزلية، وطالبن بمحاكمة جميع القيادات الأمنية المتورطة في انتهاكات ضد حقوقهن وحقوق الشعب المصري القانونية والإنسانية. الجدير بالذكر أنه تم القبض على 21 فتاة في الإسكندرية نهاية أكتوبر الماضي أثناء وقفة احتجاجية على شاطئ البحر، وقررت النيابة حبسهن 15 يوما، ثم تم تجديد حبسهن 15 يوما أخرى، ثم أحيلت الدعوى بشكل مفاجئ وتحددت لها جلسة 20 نوفمبر، وأجلت إلى 27 نوفمبر, حيث تم الفصل فيها. وقال رئيس هيئة الدفاع عن الفتيات أحمد الحمراوي إن الحكم يأتي في ظل المناخ السياسي السيئ الذي تعيشه مصر في ظل "الانقلاب"، وأشار إلى أن الفتيات كن في حالة نفسية جيدة رغم قسوة الأحكام، مؤكدا أنهن لم يُقمن لها وزنا. وأضاف الحمراوي ل "الجزيرة" أن ما يحدث في مصر حاليا يؤكد أنه لا توجد مؤسسات ولا سلطات وإنما "عصابة" تحكم البلاد بالحديد والنار، مشيرا إلى أنه للمرة الأولى في تاريخ القضاء المصري تقضي محكمة الجنح بأحكام تتصف بالقسوة مثل الأحكام التي أصدرتها بحق الفتيات. وأوضح أن المحكمة عاقبت الفتيات على كل جريمة أسندت إليهن بمفردها، في سابقة قضائية لم تحدث من قبل، معتبرا أن المقصود من الأحكام هو وأد إرادة وحرية الشعب المصري.