نائب مدير أمن الجامعة أكد على عدم تجاوز الطلاب.. والشرطة ألقت القبض على زميل شهيد هندسة خلال محاولة إسعافه وتركوه ينزف أمام حديقة الحيوان اتصلت بجابر نصار ساعة لأخبره وهاتفه كان مغلقًا. نشر الأستاذ هاني الحسيني، أحد الأساتذة بجامعة القاهرة، شهادته على أحداث أمس واعتداء الأمن على الطلبة داخل الحرم الجامعي وكلية الهندسة، ما أسفر عن سقوط الطالب محمد رضا، بالفرقة الأولى هندسة، شهيداً وأكثر من 40 حالة إصابة بالخرطوش، على صفحته الشخصية ب"فيس بوك"، فقال: "حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر اتصلت بي إحدى الزميلات من كلية الآداب، وقالت إن الشرطة تطلق الغاز داخل الجامعة وفي ساحة كلية الآداب (خلف المبنى الرئيسي للكلية). بالصدفة كانت معي د.ليلى سويف، فتوجهنا معاً إلى المدخل الرئيسي للجامعة، حيث كانت هناك مظاهرة طلابية داخل البوابة.
ما رأيته بنفسي عند وصولنا قابلنا نائب مدير أمن الجامعة الذي كان ثائراً بسبب تصرفات الشرطة، وقال لي إنه يشهد بأن الطلاب لم يصدر عنهم تجاوز أثناء مسيرتهم داخل الجامعة، وأنه لا يعلم ما حدث خارج الجامعة، لكنه لا يبرر ضرب الغاز داخل الحرم الجامعي. تحدثت مع بعض الطلاب وفهمت منهم أنهم خرجوا للتظاهر أمام البوابة الرئيسية للجامعة، فقامت الشرطة بضربهم بقنابل الغاز، وعندما دخلوا إلى داخل الجامعة استمر ضربهم بالغاز داخل الجامعة. حاولت إقناع الطلاب بعدم الخروج لمواجهة الشرطة، لكنهم كانوا في درجة عالية من الاستثارة، وكان من الصعب مجرد التحدث معهم. بعد قليل عاود الطلاب الخروج للتظاهر أمام الجامعة وأعادت الشرطة الهجوم عليهم بقنابل الغاز، فانسحب الطلاب لداخل الجامعة، وطاردتهم الشرطة بقنابل الغاز داخل الجامعة. شاهدت ذلك بنفسي. تكرر هذا الأمر مرة أخرى، لكن في تلك المرة سمعنا أصوات تختلف عن أصوات إطلاق قنابل الغاز، وتوقع البعض أن تكون طلقات خرطوش. من الواضح أنه كانت هناك مظاهرة أخرى في كلية الهندسة على الناحية المقابلة من الشارع، وأنها عوملت بنفس الأسلوب، ويبدو أن ضرب الخرطوش بدأ ضد مظاهرة كلية الهندسة. في المرة الثالثة رأيت بنفسي أفراد شرطة يقتربون من الباب ويصوبون بنادقهم إلى داخل الجامعة ويطلقون طلقات "غالباً طلقات خرطوش". الاتصالات خلال كل تلك الفترة، كنت أحاول الاتصال بالدكتور جابر نصار الذي كان تليفونه مغلقاً، ولم يكن موجوداً في الجامعة. وحسب تليفوني كانت أول محاولة الساعة الثالثة وثلاث دقائق، وآخر محاولة فاشلة الساعة الرابعة وأربعة دقائق. الساعة الرابعة وخمسة وعشرين دقيقة، حاولت مرة أخرى فرد عليّ د.جابر، ولم يكن على علم بما يدور في الجامعة، وأبلغته بأن الشرطة تطلق الغاز والخرطوش على الطلاب داخل الحرم الجامعي، فأجابني بأنه سيتصل فوراً بمدير أمن الجيزة. قبل ذلك (الساعة الرابعة وخمس دقائق، حيث كنت قد يئست من الاتصال بالدكتور جابر)، اتصلت بالدكتور حسام عيسى، وطلبت منه بذل المساعي لوقف تصرفات الشرطة، فأجابني بأنه سيتصل فوراً بوزير الداخلية. الشك في مقتل الطالب مصطفى عصام - كلية الحقوق في تلك الأثناء صعدت إلى مكتبي لعدة دقائق، ثم مررت على د.ليلى سويف، فوجدت عندها طالبًا في حالة انهيار ومعه بعض زملائه، وكان الطالب يقول إن زميله قد قتل أمام عينيه، لكن بإعادة سؤاله عما حدث فهمنا أنه رأى زميله يصاب بطلقة في وجهه في منطقة العين، وسقط وقام أفراد الشرطة بجره وأخذه إلى سيارة الشرطة، الطالب الذي أصيب (أو قتل) من كلية الحقوق واسمه مصطفى عصام. عدت إلى مدخل الجامعة، وفي الطريق مررت على سيارات الإسعاف التي كانت متجمعة أمام قسم الكيمياء، وسألت المسعفين عن حالات الإصابة بالخرطوش، فأكدوا لي وجود خمسة مصابين بالخرطوش على الأقل، لكنهم قالوا إنه لم يكن بينهم إصابات خطيرة أو قاتلة. قتل الطالب محمد رضا - كلية الهندسة أمام القبة وجدت مجموعة من الطلاب يحكون عن مقتل طالب من كلية الهندسة اسمه محمد رضا، القصة التي رواها أحدهم (والتي ثبت بعد ذلك صحتها)، أن الطالب أصيب بطلقة كما كان يعاني من الغاز، فأخذه أحد زملائه في سيارته ليتوجه به إلى مستشفى الطلبة، بعد خروجهم من كلية الهندسة وبجوار سور حديقة الحيوان استوقفتهم الشرطة وألقت القبض على السائق (أفرجوا عنه فيما بعد)، وتركت الطالب المصاب في السيارة، وصل إليه أحد المسعفين بعد قليل فوجده قد فارق الحياة. ما يرويه الطلاب أن محمد رضا أصيب داخل الكلية، وما يدعيه الأمن أنه قتل خارجها. لكن هل هذه هي القضية؟ بعد فترة (حوالي الساعة الخامسة والربع)، اتصل بنا أحد الطلاب، وقال إن السيارة التي بها جثمان الطالب محمد رضا ما زالت موجودة في مكانها أمام سور حديقة الحيوان، ذهبت أنا ود.ليلى سويف، ومعنا عدد من الطلاب ووجدنا تجمعاً من الشباب حول السيارة، ووالد القتيل واقف بجوارها في صدمة، وبعد أخذ ورد، اقتنع الوالد المكلوم باستدعاء الإسعاف لنقل الجثمان للمشرحة حتى يتم إثبات سبب الوفاة. إصابة الطالب عصام جمال الدين (أو جمال عصام الدين.. للأسف لست متأكداً من الاسم)، كلية الهندسة أيضاً أثناء تواجدنا أمام القبة بين الرابعة والنصف والخامسة، رأيت أحد أفراد الأمن مصاباً بالخرطوش في يده، وقال لي إننا يمكن أن نذهب لكلية الهندسة للتأكد من إصابات الطلاب هناك أو مقتلهم (لم نكن قد تأكدنا بعد من وفاة الطالب محمد رضا)، في كلية الهندسة تحدثنا مع بعض أفراد الأمن فذكروا لنا أن طالباً اسمه عصام جمال الدين أصيب بطلقة اخترقت جانبه، وإنه نقل إلى قصر العيني، اتصلت بالزميلة الدكتورة عبير عبد الحافظ وطلبت منها متابعة الموضوع مع الزملاء في كلية الطب، وبالفعل اتصلت بي د.مجد قطب حوالي الساعة السادسة، وقالت لي إن الطالب مصاب فعلاً بطلق ناري وربما اثنين، وأنه في غرفة الجراحة، ثم أعادت الاتصال بعد ذلك، وأفادتني بأن حالته غالباً مستقرة. الشك في إصابة (أو مقتل) طالب آخر من كلية الهندسة اسمه إسماعيل روى الطلاب أن طالباً بالفرقة الثانية قسم طيران، اسمه إسماعيل قد قتل، لكن بعضهم تدخل وقال إنه لم يقتل، وإنما تم نقله لقصر العيني مصاباً. الزملاء في قصر العيني لم يجدوا مصاباً بهذا الاسم، وجارٍ البحث عنه في الأقسام والمستشفيات. ملخص الشرطة لم تدخل الجامعة، لكنها هاجمت الطلاب والعاملين بالخرطوش والغاز (وربما الرصاص الحي) داخل الحرم الجامعي. أفراد الأمن الجامعي تصرفوا بمنتهى الالتزام والمروءة.. فلهم الشكر. مطلب لابد من الاعتقال الفوري للسفاح محمد إبراهيم وأعوانه من زبانية الداخلية وتقديمهم للمحاكمة على وجه السرعة.. ولا مانع من إعدامهم دون محاكمة.