المتتبع للأحوال السياسية فى مصرنا الغالية يجد أن الاستبداد كالبحر كثيراً ما تجد أمواجه عالية ونادر من ينجو فى بحر السياسة من غدر الإستبداد وفى أيامنا هذه ارتفعت أمواج الإستبداد تنذر بمزيد من الظلمات ولايختلف الحال فى وطننا العربى والمتأمل فى أحواله تصيبه الكآبة من التردى الواضح للكثير من المواقف السياسية وآخرها قمة سرت التى لايستطيع أى مواطن عربى أن يحدد ماذا حدث فى تلك القمة وعلى ماذا اتفقوا وماهى القرارات الملاحظة الوحيدة أن تلك القمة جمعت عربا وافارقة وأن الكلام دار فى القمة على رابطة جوار وماشابه ذلك الشاهد أن المواطن العربى يقع فى حيرة هل ستبقى الجامعة عربية أم عرب افريقية أم تتحلل وينادى الأمين العام : ميين ينضم لجامعة كانت عربية أصبحت مفتوحة ومن مصر للوطن العربى فحدث ولاحرج عن قمع واستبداد وظهور لمجرمين يعادون الإسلام فى كثير من وسائل الإعلام ومن دافع عن دينه يضطهد ويسجن وقبل أن أكمل فوجئت بصديق لى ينصحنى بالإستراحة من الكتابة غن الظلم والسياسة والدفاع عن الإسلام والمظلومين ويكاد يُقبل يدى وهو يقول لى أرجوك ولتكن استراحة محارب فكثيرون سكتوا واستراحوا وأنت تعلم أن موجة القمع والظلم عالية وأعداء الإسلام هم الأقوياء والكنيسة والشيعة على الحجر الآن وهم يتصيدون لك أى خطأ ليظلموك كما حدث من قبل ولاسند معك ولاجماعة تقف معك ولامال تتركه لعيالك وأكثر من تعرف هرب من الوقوف معك أرجوك اسمعها منى نصيحة محب فأنت كفارس بلاجواد سكت فأنا أعلم يقيناً أنه من أحبابى وأصدقائى ثم قلت له أنا لافارس ولاحاجة ويوجد غيرى كثير من الفرسان أنا أحاول أن اتقى الله على قدر ما أستطيع فاحتضننى وقال لى علشان خاطرى فقلت له مارأيك أكتب عن الطماطم أفضل فضحك وقال ماشى مع أنها الآن سياسة نعم فقد تزامنت الأحداث مابين قمة عربية فاشلة وموجة قمع من إغلاق قنوات إسلامية إلى تقييد عام للبث المباشرولوسائل الإعلام إلى موجة اعتقلات للإخوان كل ذلك تزامن مع مشكلة مصرية أخرى أقلقت معدة وجيب وعقل المواطن المصرى ألا وهى مشكلة ارتفاع سعر الطماطم وقد قيل أن أصولها غير عربية أمريكية وايطالية ولكنها فى المنطقة العربية نجحت فى احتلال مكانها على مائدة العرب والمصريين خاصة وبدون غزو عسكرى وبدون خسائر مطلقاً وبدون خيانة للشيعة ولاإنقلاب مخطط فى البنتاجون فطريق المعدة أسهل طريق للإحتلال وتتميز الطماطم دائماً برخص سعرها ودائماً ما كان المصريون يتندرون عندما يذهبون الى دول عربية فيجدون أن الطماطم أغلى سعراً من التفاح وفد أطلق عليها المصريون اسم ولقب المجنونة لتقلب سعرها فجاة من الوفرة الشديدة طوال العام الى الندرة الشديدة فجأة وهى تشبه الإستبداد فى تقلب أحواله فمرة هادىء ومرات مجنون فى إستبداده ومع استمرار إرتفاع سعر الطماطم المجنونة انهارت الكثير من الاكلات المصرية وأصبحت حديث كل بيت مصرى الذى ترك الحديث عن إغلاق قنوات الفضيلة وجماعات المعارضة ودخول الإخوان الإنتخابات رغم أن طريقها مفروش بالتزوير والفتنة الطائفية التى تم وضع ألواح ثلج على رأسها بالحديث عن الوحدة الوطنية بدون حل قانونى عادل وأصبح حديثه الوحيد فقط إرتفاع سعر الطماطم الذى صاحبه من أجل الغيرة إرتفاع أسعار كثير من الخضروات حتى إرتفع سعرها عن الفاكهة وهو أمر نادر أن يحدث فى مصر ولكنه حدث البعض فى الحكومة قلل فى البداية من المشكلة بلاشك لأن هذا المسؤل لايشترى الخضروات ولايعرف أسعارها ولايخطط لإنفاق مرتبه ولايشعر بما يشعر به المواطنون فكل حاجة توصل لمطبخ الهانم بسرعة البرق بدون أن يشعر لكن مع استفحال الأزمة التى غطت على استعدادات تزوير إنتخابات للبرلمان وصياح المعارضة تحدثت الحكومة عن أزمة الطماطم وارتفاع الأسعار وجعلتها أهم من البرلمان والتزوير ورقابة الإنتخابات وحوادث الطرق التى أصبحت مصر رقم واحد فى العالم فيها وأرخص جثة على الطريق فى العالم هى جثة المواطن المصرى ومع ذلك استمرت أزمة الطماطم حتى دخلت على شهرين ولم تنجح الحكومة فى حل المشكلة وهى أطول أزمة تفشل الحكومة فى علاجها فالحكومة تخطت بكل الطرق كل الأزمات المظاهرات – الاخوان – البرادعى – كفاية–الجماعات الاسلامية –انتهاكات حقوق الانسان – الفتنة الطائفية وبيشوى والكنيسة – واحتفلت بعيد السويس بدون صاحب ومؤسس العيد الشيخ المجاهد حافظ سلامة – وتحاورت مع المثففين من بقايا الشيوعية وقابلت عمار الحكيم الملوثة يده بدماء المسلمين ولم تفكر أن تقابل شيخ أوداعية مثل منارة الشيوخ والدعاة أحمد المحلاوى وغيرها الكثير الكثير الا أزمة الطماطم فهى مستمرة ترفع راية العصيان والتمرد على الحكومة ونجحت فى الإنتصار على الحكومة من غير استقواء بالخارج ومن غير الإستعانة بالاخوان ولاالبرادعى البعض يقول أن الطماطم فى مصر حقاً إنها مجنونة فهى تبدو أقوى من الأمن المركزى ولاتخاف من قانون الطوارىْ ولاتلفيق القضايا ولا المعتقلات ولكن الحقيقة تقول أن الله تعالى قال فى كتابه الكريم (ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا )فكل مايعانيه الناس من ظلم ومشاكل لاحصر لها وارتفاع فى الأسعارهو تصديق لقول الحق معيشة ضنكا فالحل ليس بيد البرادعى ومطالب الجمعية الوطنية للتغيير إنما بصدق اللجوء الى الله والعمل الصالح فنحن نريد لتغيير أوضاع الظلم والفساد حملة إيمانية للتغييروليس جمعية وطنية برادعية فقد نجح الإستبداد فى إغراقنا فى الأسباب وإبعادنا عن رب الأسباب وأقوى شىء يهزم الإستبداد والظلم والفساد هو صدق الإيمان بالله أولاً مع الأخذ بالاسباب وعدم الإعتماد عليها عندها يولى الله علينا الأخيارويختفى الأشرار والمفسدون والمستبدون فالحق هو القائل (إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) بعد انتهيت من كتابة مقالى قلت لصديقى لم أكتب فى السياسة كتبت عن الطماطم ايه رأيك فنظر فى المقال ونظر لى وعينه كلها إحمرار مثل الطماطم وقال لاحول ولاقوة الإبالله طيب ايه رأيك الحكومة نجحت فى إعتقال الطماطم ورخصت سعرها فقلت له ربنا يستر ولاحول ولاقوة الإبالله اللهم أنت ناصرى ومعيينى ممدوح اسماعيل محام وكاتب [email protected]