أرادوا بنا العودة لجيل الخمسينيات ولم يسألونا هل يعجبنا هذا الزمن؟! وهل يتناسب معنا ومع الروح الجديدة التى تحلى بها شباب الجيل الحاضر كعادتهم لم يسألوا ولم يجربوا ولم يستمعوا لأن كل أساليبهم قهرية متسلطة فالدكتاتورية ليست لها آذان ولا تعرف إلا لغة واحده هى لغة السياط وجلد البشر أرادوا العودة ولم يعدوا العدة فالمسافة بعيدة وتغيرت الأزمان وتطورت الأحوال وهم كما هم .. أرادوا عودة عبد الناصر وجيل عبد الناصر وعنوان هذا الجيل البطش والظلم والطغيان الذى لا يقارن بما هم عليه وما يفعلونه يريدون عودته لأنه يتناسب مع ما فى دواخلهم من شر وحقد على الحريات والكرامة والعزة يبحثون عن الأرض الخصبة التى يزرعون فيها أشواكهم وسمومهم واختاروا سمات الجيل التى تتناسب معهم ومع جبروتهم ونسوا أن جيلنا الحالى نفض غبار الكبت وتنسم نسمات الحرية ونثر وروده من الياسمين فى ساحات ميادين مصر قربانًا وإجلالًا وإعزازًا لهذه الحرية فكيف العودة والثمن غالٍ فأى الأوطان تنسى أبناءها ؟؟!! وأين الأمهات اللاتى يندمل جراح قلوبهن؟ فهل تستطيعون أن تعيدوا كل شهداء ثوره 25 يناير وكل من سقط على أرض مصر بعد ثورة 25 يناير ؟ أردتم العودة للخمسينيات ولكن اى عودة تريدون.. عودة الترابط الاجتماعى والأسرى والتكافل والتراحم والحياة البسيطة أى عودة الزمن الجميل والرومانسيات والمشاعر الفياضة… عوده السينما الهادفة وجيل عبد الحليم حافظ وفاتن حمامة وليلى مراد وعودة الكرة وحرفنتها والقيم والأخلاق الرفيعة والشهامة والجدعنة والكرم فأهلًا بها عودة مع العلم أننا فى الخمسينيات لم نصل بالكرة لكأس العالم ولم نتقدم بفيلم مصرى إلى هوليود ولم نحصل على جوائز عالمية فقد كانت الحياة بدائية بسيطة ولم تكون مصر متقدمة عالميًا كانت كما هى الآن دولة من دول العالم الثالث هكذا التصنيف .. فلماذا تريدون العودة إذًا ؟!! فإن استطعتم أن تخرجوا عبد الناصر من قبره لتجددوا حسابه فأخرجوه ربما يراجعكم فيما تريدون لأنه أكثر إنسان يدرى ما عاقبة من يريد العودة إلى الوراء وخاصة إلى سجون شمس بدران وصلاح نصر والحمزة بسيوني هم أيضًا معه ويعلمون العاقبة فإن أردتم ملامح الخمسينيات والستينيات فانبشوا عنها فى القبور ولكن بعيدًا عن هذا الجيل فإنه مختلف فلن تجدوا له مثيلًا فهذا هو الشباب المصرى وعظمته إلى يوم الدين إن كنتم لا تعلمون فإنها لا تعمى الأبصار ولكنها تعمى القلوب التى فى الصدور.