أعلن الدكتور محمود ياسر رمضان النائب الأول لحزب "الأحرار" أمس تدشين حركة "أحرار مصر" ، التي تستهدف التنسيق بين الأحزاب الليبرالية المصرية والمستقلين الليبراليين ومساندة حركات التغيير والإصلاح في المطالبة بنظام حكم ديمقراطي رشيد. وقال إنه تم اختيار يوم الأحد الموافق 18 يونيو الذي يواكب ذكرى جلاء آخر جندي بريطاني عن مصر لاستكمال مسيرة التحرير وتحرير الإنسان المصري من الجهل والخوف وبطش السلطة. وطالب بوضع دستور مصري عصري جديد يسمح بأن يمارس الشعب حرياته الأساسية ، وعلى رأسها الحرية في الاجتماع والتعاون والاشتراك والاتحاد والتظاهر والإضراب السلمي والمناقشة وإبداء الرأي وتبادل المصالح وإصدار الصحف وتكوين الأحزاب على مستوي الجماعات والأفراد. وأكد أن التهاون في هذه الحقوق وتلك الحريات لا يعد من السلبيات التي تعالج بالإهمال أو النسيان والتقادم وإنما يجب التصدي لها بالوسائل السلمية، داعيا كافة أبناء الوطن للانضمام لعضوية الحركة باعتبارها أول حركة إصلاح ليبرالي. وانتقد رمضان استمرار حكم الشعب المصري بقانون الطوارئ لمدة 27 عامًا في الوقت الذي منح فيه الشعب تأييده للرئيس بنسبة 88 %، واعتبر أن استمرار العمل بقانون الطوارئ يعد إهانة للحاكم والمحكومين في آن واحد. واعترف بوجود مشكلات كبيرة داخل الأحزاب الليبرالية تتم بفعل فاعل معلوم للجميع، مؤكدا أن الحركة لن تحصل على أي دعم خارجي وأن تمويلها سيتأتى من خلال اشتراكات وتبرعات أعضائها. وأكد المنسق العام للحركة على تميزها عن باقي الحركات الأخرى بأن لها غطاء شرعيا هو حزب الأحرار ، وهو ما لا يتوافر في أية حركة سياسية وإصلاحية أخرى، على حد قوله. كما انتقد قرار لجنة شئون الأحزاب الأخير بالاعتداد بالمتنازعين على رئاسة حزب "الأحرار"، مؤكدًا أنه سيطعن على قرارها بعدم الاعتراف به رئيسا بالإنابة طبقا لنص المادة 6 من لائحة الحزب وقرارات مجلسه الدائم. من جانبه، لفت المستشار مرسي الشيخ النائب الأول لرئيس حزب "الغد" والمتحدث الرسمي باسم الحركة إلى المشاكل الداخلية التي تعاني منها الأحزاب الليبرالية نتيجة التنازع على رئاسة هذه الأحزاب. واعترف بفشل الأحزاب السياسية في حشد الجماهير والوصول إلى أكبر مقاعد في مجلس الشعب، مشيرًا إلى أن انتخابات مجلس الشعب الأخيرة أظهرت حركة "الإخوان المسلمين" وتفوقها على جميع الأحزاب المعارضة بعد أن حققت 88 مقعدا مقابل 12 مقعدًا فقط لأحزاب المعارضة. كما أكد أحمد عبد الله عزيز وكيل حزب "الأحرار" أن تأسيس هذه الحركة ليس من أجل إخراج الأحزاب الليبرالية من أزمتها فحسب ، ولكن من أجل إنقاذ مصر بأكملها أيضا . وقال إن المتتبع للأحداث الجارية يجد أن التاريخ يعيد نفسه ، وأن الظروف التي تشهدها البلاد تتشابه مع ما مرت به عام 1981 ، محذرًا من أن النظام السياسي أصبح الآن في حالة صدام مع كافة القوى الوطنية المتمثلة في الأحزاب والنقابات ورجال القضاء ومنظمات المجتمع المدني، الأمر الذي سوف يترتب عليه تغيير النظام بالقوة ، وهو ما نرفضه جميعا. وأشار إلى أن هدف الحركة هو حث القيادة السياسية على الانصياع للغة العقل وترسيخ مبادئ الديمقراطية.