اتشحت محافظة المنوفية بالسواد أثناء تشييع أربعة من أبنائها فى مشاهد جنائزية مهيبة، ففي قرية ساقية أبو شعرة التابعة لمركز أشمون شيع الآلاف من أهالي القرية جنازة الشهيد "عبد السلام صبيح العدلى 22 سنة" من مسجد الجمعية الشرعية بالقرية، مرددين هتافات "لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله". وأكد عاطف صبيح، الشقيق الأكبر للشهيد، أنه تلقى الخبر من مركز الشرطة وفوجئ بوسائل الإعلام تتناقل خبر استشهاد أخيه ليهرع إلى مطار ألماظة لاستقبال الجثمان، مضيفًا أنهم كانوا ينون الخطوبة لعبد السلام فى إجازته، قائلا: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، فيما أصيبت الحاجة نادية مصيلحى والدة الشهيد بحالة بكاء هستيري، فور سماعها مكبرات الصوت بالقرية تدعو الأهالي لتشييع الجثمان قائلة "محدش يقول عبد السلام مات ابنى مامتش ونازل أجازة هو قالى كده". وعلى بعد خطوات من منزل "معوض حسن معوض النساج" الذى استشهد فى مذبحة رفح الثانية ضمن 25 شهيدًا منذ ما يقرب من شهرين تلقت عزبة الشماعة بكفر الحما مركز أشمون خبر استشهاد جاره الرقيب بدر 27 سنة" على يد نفس مجرمي سيناء. وقد تجددت أحزان عزبة الشهيد معوض النساج على فراق الرقيب عمرو بدر لتستحق لقب عزبة الشهيدين، حيث ودعت جنازة الشهيد وسط هتافات الآلاف من أهالي القرية لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله. يقول ابن عم الشهيد إن الرقيب عمر متزوج ولديه طفلة تدعى سما عامين التحق بالقوات المسلحة عقب حصوله على دبلوم تجارة منذ 5 سنوات ليقضى خدمة فى أراضى سيناء وينال الشهادة هناك. وأضافت إحدى جيران الشهيد: "الغلابة بس هم اللى بيدفعوا الثمن والكبار قاعدين على كراسيهم لو واحد فيهم ابنه مات هيحس"، مؤكدة: "لسه نار البلد مبردتش بفراق معوض اللى مات غدر قبل ما يفرح ببنته حسبنا الله ونعم الوكيل". فيما أصيبت الحاجة نعمة حسين، والدة الشهيد وزوجته بانهيار عصبي بعد سماع نبأ استشهاد "عمرو" وخرج جميع أهالي القرية أمام المقابر فى انتظار جثمان الشهيد ليورا جسده التراب. وفى قرية مفر طنبدي التابعة لمركز شبين الكوم شيع المئات من أهالي القرية جنازة الشهيد "محمد إبراهيم عبد العظيم شاهين" بعد انتظار لساعات طويلة حتى وصول الجثمان من مطار ألماظة. وأكد شقيق الشهيد أن شقيقه كان ينوى الخطوبة ويبحث عن شريكة حياته بعد انتهائه من الخدمة العسكرية قائلا منهم لله اللى عملوا كده. ووسط حالة من الصراخ والعويل استقبلت والدته الحاجة سعاد خبر وفاة ابنها الشهيد، حيث قالت "منهم لله الكفرة اللي بيحرقوا قلبنا على ولادنا ابني مالوش في أي حاجة وغلبان قتلوه ليه دا كان جاي الاجازة دي علشان نخطبله حسبنا الله ونعم الوكيل".